الاثنين، 23 يونيو 2008

هل نجح حصان طروادة ؟

هل نجح حصان طروادة ؟
محمد حسن العمدة
Thursday, January 17, 2008 10:28:11 PM

عودة إلى الضجة والدخان الكثيف الذي لم ينقشع حتى الآن بسبب تعيين بشرى الصادق المهدي ملازما أول بجهاز الأمن .. وفي البداية نتسائل عن سر إطلاق هذه ( الفرقعة ) الإعلامية المدوية من داخل جهاز الأمن الوطني والمخابرات نفسه في أول سابقة في تاريخ العمل الأمني والاستخباراتي في العالم اجمع فلأول مرة يتم الإعلان عن أسماء الضباط وأفراد الأمن هكذا في الصحف اليومية من دون مراعاة لخصوصية وسرية طبيعة العمل الأمني والاستخباراتي !! فهل هو جهل من القائمين بالأمر يستحقون عليه المسائلة والمحاسبة وفق لوائح جهاز الأمن ؟ أم أنهم لا يجهلون إلا عند تعيين ( ود المهدي ) ؟؟!! أم أن للأمر دوافع وأجندة سياسية أخرى أكثر أهمية من حياة وامن فرد الأمن نفسه ومهامه المستقبلية ؟؟
وللإجابة على هذا السؤال الهام جدا علينا الرجوع إلى الكيفية التي بدا بها إعلان الخبر فلأول مرة في تاريخ الإعلام والإعلان يتم التمهيد لإطلاق خبر تعيين ( ضابط امن ) عبر المنابر السايبرية ومنتديات تجمعات السودانيين في الشتات وحصريا على صحف مثل الانتباهة التي تعتبر من أكثر الصحف تطرفا تجاه معارضي المشروع الاسلاموي في البلاد ! فقبل ان يسكب مداد صحف يوم الثاني عشر من يناير فوجئنا بتداول الخبر عبر منتديات الانترنت لنطالع الخبر كاملا في صحيفة الانتباهة ثم تنتشر كإنتشار النار في الهشيم لتغطي كامل صفحات الصحف داخليا وخارجيا وباتت حديث المنتديات السمعية والبصرية وبذا اكتملت التغطية الإعلامية داخل وخارج البلاد واحسب انه لو كان الخبر نجاح السودان في صناعة قنبلة نووية لما وجد كل هذه التغطية الإعلامية ولما تم تداولها بهذه الصورة ( الداوية ) ..
إذا هل كل هذا ( الجهد ) فقط من اجل انه قد تم تعيين ضابطا برتبة ملازم أول في جهاز الأمن الوطني والمخابرات ؟؟!!
المتابع للشأن السياسي السوداني و ( الأزمة ) السودانية المستعصية بفعل فاعل يجد إن حزب الأمة وطوال فترة معارضته للنظام الحاكم يسير بخطى ثابتة وأكثر مأسسة من اقرأنه من الأحزاب السياسية المعارضة والحاكمة فبنظرة سريعة على الدور الذي قام به حزب الأمة في تكوين العمل المعارض يكتشف المراقب أن حزب الأمة هو من وضع اللبنات الأساسية لمواثيق التجمع الوطني الديمقراطي وهو من سعى ونجح في انضمام الحركة الشعبية للتجمع الوطني الديمقراطي عبر سلسلة من الاجتماعات توجت بتوقيع اتفاقية أديس ابابا الأولي في 29 يناير 1990م بين حزب الأمة والحركة الشعبية والتي وقعها السيد مبارك الفاضل المهدي عن حزب الأمة والسيد لوال دينق وول عن الحركة الشعبية القيادة العسكرية والسياسية العليا ومن أهم بنود هذه الاتفاقية :
تامين الحركة الشعبية على مواثيق ولوائح التجمع الوطني الديمقراطي مع الاحتفاظ بحقها في إجراء التعديلات التي تراها مناسبة
التامين على انضمام الحركة الشعبية للتجمع الوطني الديمقراطي
التامين على إزالة وإسقاط نظام الجبهة الإسلامية
التامين على قيام نظام ديمقراطي تعددي في السودان
التامين على نظام اقتصادي وطني جديد
التامين على قيام جيش قومي وطني عمل على حماية الديمقراطية واستقلال البلاد
طلبت الحركة الشعبية من حزب الأمة العمل على منع قتال جيوش القبائل العربية المتاخمة للحدود الجنوبية الى جانب قوات حكومة الخرطوم
التامين على خلق علاقات حسن جوار والعمل على علاقات دولية جيدة مستندة على عدم الانحياز او التبعية
الاتفاق على تطوير العلاقات بين التنظيمين حزب الأمة والحركة الشعبية والعمل على تطبيق البرامج بينهما
ثم عقب ذلك حراكا مكثفا من قبل حزب الأمة بين القوى السياسية أدى الى انعقاد مؤتمر نيروبي في 1993 ونتج عنه إعلان نيروبي ووقع عليه كل من :
الحركة الشعبية
حزب الأمة
الحزب الاتحادي الديمقراطي
الأحزاب الأفريقية
القيادة الشرعية
وشخصيات وطنية
واصل حزب الأمة القومي سعيه من اجل وضع حلول مستقبلية قوية مع الحركة الشعبية وتوصل إلى اتفاق آخر في شقدوم تم التوقيع عليه من طرف حزب الأمة الدكتور الراحل عمر نور الدائم وعن الحركة الشعبية القائد سلفاكير .. وتوج بعقد مؤتمر اسمرا 1994 وخاض بعدها حزب الأمة سلسلة اجتماعات أدت إلى توقيع اتفاقيات مع الأحزاب الأخرى مثل اتفاقه مع مؤتمر البجة في 2/1/1995 م حيث شارك من حزب الأمة :
الدكتور عمر نور الدائم أمين عام حزب الأمة
السيد مبارك المهدى مسئول العمل الخارجي
السيد مهدى داؤد الخليفة مدير مكتب حزب الأمة الشرق الأوسط
وشارك من جانب مؤتمر البجا كل من:
1. الأستاذ محمد طاهر أبو بكر
2. السيد حسين ولى محمد
3. السيد سليمان محمود احمد اونور
وتم توقيع اتفاق آخر بين حزب الأمة والحزب الشيوعي جاء في مقدمتة الآتي :
مشروع اتفاق
نحن ممثلو حزب الأمة والحزب الشيوعى السوداني نعلن بأننا:
· بعد أن عقدنا سلسلة من الاجتماعات والمشاورات التي ركزت على مناقشة الوضع السياسي للقضية السودانية وانعكاساتها المتمثلة في تفاقم المعاناة والقهر لشعب السودان تحت وطأة حكم نظام الجبهة القومية واستمرار نزيف الدم من جراء تصعيد النظام للحرب الأهلية وإفرازات سياسات النظام التي باتت تهدد وحدة بلادنا وسلامة أراضيها كما تهدد امن واستقرار دول شعوب المنطقة والدول الشقيقة والصديقة.
إلى جانب اتفاق آخر بين حزب الأمة والقيادة الشرعية وقع من طرف حزب الأمة سعادة السفير علي حمد إبراهيم والأستاذ صلاح جلال ووقع عن القيادة الشرعية للقوات المسلحة لواء الهادي بشرى وعقيد الرشيد عبد الله .
هذه سلسلة حراك قوي مدفوع بمرتكزات فكرية وعمق سياسي واع قاد في محصلته النهائية إلى جمع كل القوى المعارضة في صف واحد وفق اتفاقية اسمرا ووضع مواثيق اسمرا المعروفة والتي دفعت بالعمل المعارض إلى قمته في 1996 م .. يلاحظ هنا أن حزب الأمة يعتبر هو المحرك الأول لجمع الصف الوطني واثبت أن لديه قدرات عالية وكفاءة منقطعة المثيل في كيفية إدارة العمل المعارض وهذا ما يخشاه الآن النظام الحاكم من إعادة تجميع حزب الأمة للعمل المعارض وفق للرؤى التي يطرحها باستمرار منذ تقديمه لمشروع الحل السياسي الشامل في ورشة الحل السياسي الشامل في سبتمبر 1999م اذا شهدت فترة التسعينات نشاطا قويا لحزب الأمة القومي لتبدأ مرحلة أخرى أكثر قوة بعد عودة قياداته إلى الداخل وتكوين أجهزة ومؤسسات الحزب ووضع الرؤى الواضحة لكل مشاكل السودان وقدمت الى كافة القوى الدولية والمحلية وتم استصحاب جزء كبير من رؤى حزب الأمة في اتفاقيات النظام مع القوى السياسية الصغيرة والكبيرة وحملت اتفاقيات ميشاكوس ونيفاشا الغالبية العظمى من هذه الرؤى !! ولرب قائل يقول ولماذا إذا لم يوافق حزب الأمة على نيفاشا بكامل بنودها وهذا ما سنعود إليه بصورة أكثر تفصيلا لاحقاً .. ولكن من أقوى هذه الأسباب أن حزب الأمة يدعوا الى اتفاقيات قومية تساهم فيها كل القوى السياسية بما يضمن حلول مستقبلية وشاملة غير مجزرة كما يحدث الآن وقديما قيل إن ( ركاب سرجين وقيع ) أي كثير السقوط على الأرض وهذا ما ينتج عن كثرة الاتفاقيات وتعدد أطرافها وبعد المساحات بينهما مما يحدث زحمة لا رحمة فيها ..
أقول ان موقف حزب الأمة بات أكثر قوة كما وجدت مبادراته الدعم والتأييد من قطاع كبير من أبناء الشعب السوداني وليس بأخر هذه المبادرات وثيقة التعاهد الوطني التي قدمت للقوى السياسية والمدنية .. وسنأتي لاحقا في مقالات أخرى تفصيل هذه المبادرات والتي تحمل كافة الحلول للقضايا الساخنة والمستقبلية للبلاد بإذن الله ..
كانت مؤشرات قوة الحزب الفكرية والشعبية والمتزائدة يوما بعد يوم تعبر عن نفسها في كل زيارات الحزب الى الولايات والأطراف حيث قوبل باستقبالات حاشدة وصفها الإمام الصادق المهدي بمقولة ( عجال لاقن ) أي عندما تتلاقى صغار العجول مع أمهاتها عند الغروب فتستقبلها بأشواق وحنان لا مراء فيه ولا خداع هكذا بكل عفوية من غير تعطيل مدارس ولا إغلاق دور الخدمة المدنية وتعطيل التنمية وزيادة المصروفات التي تغذى من المواطن فتضيف إليه عبا إضافيا لا يقوى على تحمله .. و بكل حب وصدق يتم اللقاء بين قيادات الحزب وقواعده ومريديه ومؤيديه من غير أعضاء حزب الأمة القومي ...
كل ذلك لم يعجب النظام ولم تفلح جزرة التلويح بالمناصب والقسمة ( السمينة ) فقد قدم النظام لحزب الأمة على مر السنين عروضا مختلفة إغراءاتها وظل الرفض مستمرا مما اكسب الحزب قاعدة عريضة محليا وقبولا دوليا ظهر في المراتب العلا التي تقلدها رئيس الحزب في المحافل الدولية وليس بآخرها اختياره من بين أعظم مائة شخصية في القرن ورئيسا لمنتدى الوسطية العالمية ... كما لم تفلح العصا التي ترفع من حين إلى آخر بالإعتقالات المتكررة لقيادات وعضوية الحزب ...كل ذلك أزعج النظام وحلفائه فكان لا بد من كبح جماح هذا المارد القادم خاصة أن الانتخابات على الأبواب ( وإذا ) ما شارك فيها حزب الأمة وفقا لمراقبة صارمة دولية ومحلية فان النظام يثق تمام الثقة ويعلم علم اليقين انه لا مجال له في هذه المرة بالفوز ككل مرة جلس فيها في الامتحان وحيدا وكان الأول والآخر !! بهذه الانتخابات خاصة بعد ان اثبت حزب الأمة انه الحزب الأكثر صبرا على تحمل مواقفه القوية وما يلحقه جرائها من أذى .... وعندما لم تفلح كل مخططات النظام وحلفائه من شق للحزب وإغراء للبعض ممن غرتهم المناصب على شاكلة ( كشكش وكنكش ) كان لا بد من إحداث اختراق آخر أكثر دويا فكانت ضربة ( المعلم ) بتعيين ابن رئيس حزب الأمة القومي ملازما بالأمن وللأسف لم يفطن ابن المهدي لما يراد لأبيه وحزبه .. ومن فعلوا ذلك قطعا يعلمون مدى النجاح في البلبلة والضجة التي يمكن ان تحدث وما سيصاحبها من إشاعات أعدت مسبقا وقد كان لهم ما كان من ضجة وتشويش ولكن هل تجدي نفعاً مثل هذه الفرقعات الموقوتة ؟؟ وحسنا فعل حزب الأمة في إصدار بيان لتأكيد عدم مشاركته للنظام وعدم وجود نية لذلك .. وكما أظن ليس من اجل تأكيد عدم المشاركة لعضويته بل من اجل إبلاغ الجميع أن حزب الأمة لن تلوى يديه بمثل هذه التصرفات الغير مسئولة والتي لن تخدم ما يرفع من شعارات حول الوحدة الوطنية بل إن أفضل ما يقدم الآن هو الشروع بنية خالصة من اجل عقد المؤتمر القومي الجامع لإيجاد مخرج حقيقي لازمات السودان المتولدة يوما بعد يوم .

الأحد، 22 يونيو 2008

حول مؤتمر السلام في الشرق الأوسط

حول مؤتمر السلام في الشرق الأوسط
محمد حسن العمدة
17/01/2003
كثر الحديث عن ضرورة عقد مؤتمر دولي من اجل السلام في الشرق الأوسط. ولعل هذا يذكرنا بمؤتمر السلام بجنيف الذي طالب به العرب في السبعينات من القرن الماضي, وبما أن ملابسات ذلك المؤتمر وما أفضت إليه لا تزال في الذاكرة فلا بد من أن نحاول استكشاف ما يمكن أن يفضي إليه مؤتمر الألفية الثانية. وذلك لا يتم إلا بمعرفة الأطراف التي يهمها أمر المؤتمر ودور كل منها إيجابا وسلبا وإذا نظرنا إلي خارطة الشرق الأوسط السياسية لوجدنا أن هنالك عدة أطراف منها: -
1/ الولايات المتحدة
2/ الإتحاد الأوربي3
/ إسرائيل
4/ الدول العربية
  • الولايات المتحدة
هي صاحبة فكرة المؤتمر في أصعب ظروفها السياسية علي الإطلاق إذ أنها تمر بأزمة هزت مكانتها في العالم بل وحتى ثقتها في نفسها وذآتها أزمة أحدثت ارتجاج عنيف بين مختلف الأجهزة والمؤسسات التي تقوم عليها الدولة بدءا بالإدارة الأمريكية نفسها و المخابرات والمباحث الفيدرالية مرورا بالأجهزة التشريعية ومؤسسات المجتمع المدني. إن أحداث سبتمبر جعلت من الولايات المتحدة نمرا جريحا يأكل حتى بنية ولا أستبعد في الأيام القادمة أن تستفحل الصراعات بين هذه المؤسسات خاصة إذا أخزنا في الاعتبار دور الحزب الديموقراطي كقوة معارضة واللوبي الصهيوني الذي سوف يسعى جاهدا إلي الاستفادة من هذه الأحداث , وما الأحداث الأخيرة بالأراضي الفلسطينية ببعيدة عن الأذهان. كما أن المخابرات الأمريكية تحاول أن تعيد الثقة في أفرادها. وبنفس القدر المباحث الفيدرالية.والأهم من كل ذلك شخصية الرئيس الأمريكي نفسها التي يغلب عليها طابع الحنين إلي ماضي الأجداد وأفلام ألكاو بوي مما جعلها عرضة لانتقادات دولية واسعة, إضافة إلي ضعف الرئيس الأمريكي فيما يتعلق بأمر السياسة الخارجية مما جعل الضبابية سمة مميزة لها ( ولعل هذا يفسر الانتقادات الخارجية السابق ذكرها ). وهنا يتضح لنا أن المستفيد الأوحد هو شارون الذي لم يتهاون في استغلال هذه السانحة في ظروف مواتية وثبات عميق لأنظمة الدول العربية, حتى أنه لا يعبأ بندآءات الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته.إلي جانب كل ذلك علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة الأمريكية وهذا هو الجانب الأهم, إذ أن الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل الولاية الواحد والخمسون وتريد أن ، تحتفظ بها كقاعدة عسكرية دائمة في العمق العربي ( إلي جانب الموقع الديني نجد إسرائيل تمثل مرتكز عسكري مطل علي البحر المتوسط ويجاور أكثر الدول العربية حراكا - مصر , سوريا , العراق إلي جانب إيران - ) وذلك لان الولايات المتحدة اعلم بالمارد المتغلغل في وجدان الشعوب العربية وما يحبسه أن يخرج إلا أنظمة الشعوب العربية نفسها فلذا نجدها تنظر إلي العرب بعين المتوجس من خطر قادم لا محالة فلذا لا بد من وجود إسرائيل . أما من الناحية الثيوقراطية فنجد أن معظم الرؤساء الأمريكان يعتقدون بأحقية إسرائيل في ارض الميعاد فمقولة جيمي كارتر لا تزال تصك آذاننا حيث قال - إنني ملتزم التزاما كاملا كإنسان وكأمريكي وكمسيحي متدين بإسرائيل إن إسرائيل هي مصداق نبوءة الإنجيل وإن قيامها وفاء بعهد الرب لإبراهيم وهو تحقيق لوعد مقدس... !؟؟؟ بل إن الرؤساء الأمريكان يتفاخرون بما يقدمونه لإسرائيل من مساعدات لوجستية وعسكرية ووو..إلخ _ ولا أظن أن بوش سوف يكون اقل تدينا أو أكثر بخلا من سلفه- وإليكم بيان بعض المساعدات الأمريكية لإسرائيل علي سبيل المثال فقط لا الحصر , علي مدي سبعة عشر عاما ( متصلة ) من 1949 إلي 1965 م رئاسات ترومان وإيزنهاور وكنيدي فقط: -
حصلت إسرائيل من الولايات المتحدة علي مساعدات مجموعها 1065 مليون دولار أي بمعدل 60 مليون دولار كل عام – بيان انتخابي للرئيس جيرالد فورد بتاريخ 24 أكتوبر 1976م. ولقد سبق له القول ( فيما يتعلق بإسرائيل فإنني فخورا بأن أقدم سجلا متصلا لمدة 28 سنة في تأييد إسرائيل منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه خدمتي العامة )) .
وفي ميزانية 66 – 1967م رئاسة جونسون حصلت إسرائيل علي مساعدات بقيمة 150 مليون دولار,
وفي 70 -1971م حصلت علي ما قيمته 728 مليون دولار72 – 1973م حصلت علي ما قيمته 946 مليون دولار74 – 1975م حصلت علي ما قيمته 3391 مليون دولار76 – 1977م حصلت على ما قيمته 4460 مليون دولاروحين منحت إسرائيل كارتر جائزة الاليانور روزفلت وإسرائيل قال كارتر _ إن حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بالذات وفي المجال الدولي عموما لا بد أن يكون المحافظة علي قوة وتفوق إسرائيل _. ولا يخفي علي احد حجم المساعدات الأمريكية لإسرائيل إبان فترة بوش الأب خاصة ما يمكن أن يسمي بفترة ضبط النفس التي دعي بوش إسرائيل للتحلي بها عندما ضربها العراق. كما أن فترة الرئيس كلينتون شهدت مساعدات هائلة لإسرائيل.أما الرئيس الحالي بوش الابن ورغما عن ما قيل سابقا من ضعف تأثير اللوبي الصهيوني عليه إذا صح هذا أو غيره فإن الواقع الآن يقول بأنه غارق في حب ليلي حتى الثمالة ولا يستطيع أن يعصى لها أمرا أو يرفض لها طلبا. فالواضح أن الرئيس الأمريكي في اشد حالات الحوجه إلي دعم المنظومات اليهودية, لدرجة أن مدير مخابراته جورج تينيت قال ( إذا استمرت العمليات الإستشهاديه فإن عرفات سيجد نفسه وحيدا في الميدان أمام شارون وان الولايات المتحدة قد ترفع يدها وتفسح المجال أمام شارون لان يتصرف بكامل الحرية في الرد علي العمليات ) !!؟؟بمعني انه بعد كل العمليات الوحشيه التي قام بها شارون تري الولايات المتحدة إنها مقيده ليد حبيبها شارون وهو يواجه جبروت أطفال الحجارة !!؟؟ولقد وتواردت الأخبار بأن البيت الأبيض ليست لديه أفكار محددة تجاه قضية الشرق الأوسط وبذا تفتح المجال واسعا أمام إسرائيل لكسب المزيد من المذابح وأوراق الضغط علي الجانب العربي في حين نراه متنازلا من دون أي أوراق ضغط من جانب إسرائيل ولكنها فرحة الثعلب بفريسته ومداعبتها. وها نحن نسمع بضرورة إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية بل وذهبت أطماع إسرائيل ابعد من ذلك بأن صارت تنادي باستبدال ياسر عرفات وحينها تحولت معركة العرب من قضية شعب إلي قضية رئيس !! ؟ وقال الرئيس المصري بواشنطون إنه من الممكن استبدال ياسر عرفات ولكن بعد عامه هذا . من يا تري له الحق في اختيار الرئيس الفلسطيني الشعب الفلسطيني أم أمريكا أم إسرائيل أم مصر الثالثة الأخرى. ومثل ما يحدث الآن حدث في السبعينات من القرن الماضي عندما طُلب من منظمة التحرير الفلسطينية حينها أن تتنازل عن دستورها الذي يدعو إلي العلمانية لأن ذلك يتناقض مع مفهوم الدولة اليهودية ذو الطابع الثيوقراطي , جاء ذلك في حديث وزير الخارجية الأمريكي حينها سيروس فانس حيث قال ( يجب علي المنظمة أن تقوم بتعديل ميثاقها بما يؤكد تخليها عن مفهوم الدولة العلمانية واستعدادها بالتالي للاعتراف بإسرائيل !!؟؟ لا تعليق.يتوافق هذا التصريح مع تصريح لنائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية في ذلك الوقت يجال ألون ( نحن لا نستطيع أن نقبل إشراك منظمة التحرير الفلسطينية أو حضورها بينما ميثاق هزة المنظمة ينادي بدولة علمانية في فلسطين وهذا معناه إلقاء وجود الدولة اليهودية إسرائيل. أوليس هذا هو نفسه ما قاله المستر سيروس السابق ذكره, إن ما تقوله أمريكا هو نفس ما تقوله إسرائيل قديما وحديثا وما أظن تلكم الزيارات المتكررة لشارون إلي الولايات المتحدة سوي تنسيق للمواقف والآراء.ومن كل ذلك يتضح أن الولايات المتحدة غير مؤهلة للعب دور الوسيط بين العرب وإسرائيل. بل كل الذي تريده واشنطون وسط غفلة العرب هو تقوية موقف الرئيس بوش بإحداث حدث سياسي كبير في الشرق الأوسط إلي جانب الحدث العسكري في أفغانستان وربما العراق ! حدث تواري به سوءتها بعد الحادي عشر من سبتمبر يكون نصيب الأسد فيه لإسرائيل حتى تضمن الإدارة الأمريكية دعم اللوبي الصهيوني في الانتخابات القادمة.
  • الإتحاد الأوربي: -
بالرغم من أنه بدأ يتحرك أخيرا تجاه قضية الشرق الأوسط إلا أن هنالك معوقات داخليه ناتجة من تركيبته التحالفية, ومعوقات خارجية, تظهر من خلال التناقط بين الموقفين البلجيكي الذي بلغ حد أن أعلن استعداده لمحاكمة شارون إذا ثبت أنه مجرم حرب وبين بريطانيا التي لا تخفي دعمها الصارخ لإسرائيل, مثل هذا التضارب والتناقض يجعل من القرار تجاه الشرق الأوسط مصحوبا بكثير من التوازنات, كما أن إسرائيل عبر منظوماتها الإعلامية والاقتصادية تؤثر علي الرأي العام الأوربي مستغلة في ذلك الأنظمة العربية نفسها باعتبار أن معظمها إذا لم تكن كلها أنظمة استبدادية تمارس الاضطهاد تجاه شعوبها ولا يخفي علي أي إنسان مدي تأثير ذلك علي الرأي العام الأوربي. ومن الجانب الإسرائيلي نجدها لا تأبه كثيرا بالجانب الأوربي ويظهر ذلك واضحا عند منعها لسولانا موفد الإتحاد الأوربي إلي الشرق الأوسط من زيارة ياسر عرفات إبان فترة حصاره في رام الله مما يعد أهانه كبيرة عجز الإتحاد الأوربي عن التصدي لها أو حتى الاحتفاظ بما وجهه. وعندما اتهم نائب رئيس الحزب الليبرالي الألماني موللمان إسرائيل بممارسة إرهاب الدولة وانتقاده لنائب رئيس المجلس اليهودي ميشائيل فريدمان, قامت قائمة إسرائيل ومنظوماتها ولم تهدأ إلا بعد اعتذار موللمان لليهود بطلب من رئيس الحزب الليبرالي !. أضف إلي ذلك مساندة المخابرات الألمانية للموساد في تتبع الفصائل الفلسطينية حسب ما أفاد بذلك المستشار الألماني بنفسه. من كل ذلك يتضح أن دور الإتحاد الأوربي لا يتجاوز دور المراقب لما يمكن أن يفضي إليه التفاوض بين العرب وإسرائيل.
  • الجانب الإسرائيلي: -
إسرائيل قامت لتبقي وهي مصداق لنبوة الإنجيل وهي وعد الله وشعبه المختار من دون العباد هكذا تري إسرائيل !!؟ لإسرائيل الحق في انتهاج ما تراه مناسبا من سياسات وخطط وإستراتجيات لتحقيق هذه الأهداف, متخذه في ذلك كل أساليب الخداع والزيف والقهر و التشهير الإعلامي ودعاوى معاداة السامية مستفيدة من عناصر القوة المتوفرة لديها. ولها أن تحدد متي تدخل في تفاوض مع العرب ومتي ترفض ذلك, ولها حق أن تنقض العهود والاتفاقات متي ما أحست بالملل منها كيف لا ؟ فإنها إسرائيل ؟ ولنا في اوسلو عبرة وبشار ون غصة. إن إسرائيل لا تريد سلاما مع العرب فهي الآن تأخذ متي تريد وتفعل ما تريد وراس المال العربي في متناول يدها ومنتجاتها بالسوق العربية – من الكوكا كولا والبيبسي ووو وحتي الكاتشب والشطة وو..الخ , فكل أرباح هذه المنتجات تذهب لدعم إسرائيل وشراء أدوات قمع أطفال الحجارة بدءاً بالغاز المسيل للدموع إنتهاءً بالراجمات وصواريخ الاباتشي , ولها حق الأخذ من فائض أموال العرب بالمصارف الغربية . وهي عبر مؤسساتها بالغرب وأمريكا تتحكم في الاقتصاد العربي وتوظفه حسب مصالحها. ولنا أن نسأل الحكام العرب, هل سوف تموت الشعوب العربية إذا لم تتناول الكاتشب والكوكا كولا والاجبان الدنماركية ؟؟!!, و هل إسرائيل فعلا مستعدة للتنازل عن الأراضي العربية التي احتلتها منذ عام 1948م إلي الآن بما في ذلك كل الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية ؟ ... قطعا الإجابة لا وكل من يقول بغير ذلك فهو كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال هروبا من الواقع, فلا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها.. وببساطه لا يمكن مثلا أن نطلب من لص أن يسلم ما سرقه ونفسه مع علمه المسبق أن الثمن هو حياته.. وإذا ما تناسينا وخنا أنفسنا بسلام جزئ مع إسرائيل هل سوف تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية والسورية وفتات أو ما تبقي من الأرض الفلسطينية ؟ هل سوف تسمح إسرائيل بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلي ديارهم ؟ لا أعتقد ذلك فإسرائيل لو استطاعت لمنعت أرحام الفلسطينيات من تلدن لقد قرأءت إسرائيل عن فرعون وهتلر ولكنها لم تعي الدرس النهاية ؟
  • الجانب العربي: -

أما بالنسبة للعرب فحالهم يغني عن سؤالهم فبني تغلب مشغولون بنسوانهم وبني مازن مشغولون بغلمانهم. وفاقد الشئ لا يعطية فإذا كانت الأنظمة العربية عاجزة علي أن تنشر السلام بينها وبين شعوبها فهي اعجز في تحقيقة للفلسطينيين, إن كل رئيس عربي عبارة عن شاروناً في بلدة وان كل بلد عربي عبارة عن فلسطين أخري وان ظلم ذوي ألقربي لأشد من وقع الحسام المهند, إن العرب يفتقرون إلي ابسط مقومات التفاوض الأساسية ألا وهي :القوة الذاتيةالقوة الجماعيةالقوة البيئية الدوليةالقوة الذاتية لا وجود لها بسبب عدم ثقة الأنظمة العربية بزاتها كما إنها مرتبطة بتحالفات خارجية لحفظ نظامها وها نحن نشهد موسم الركض نحو أمريكيا والكل يدعي الوصل بليلي وليلي عنهم اعرض, فعندما اندلعت المظاهرات الشعبية في كثير من الدول مؤيدة ومطالبة بالحق الفلسطيني ورافضة للمذابح التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني ووجهت بالبطش والقمع, في حين ان المظاهرات في الغرب باتت تخرج من اجل حقوق الحيوان ولكن يبدو ان المواطن العربي صار في نظر حكامه دون الحيوان .اما القوة الجماعية فالقمة العربية الأخيرة ببيروت خير دليل علي فقدان الترابط بين الرؤساء العرب والحال يغني عن السؤالالقوة الدولية : إن حال العرب والأنظمة العربية بعد الحادي عشر من سبتمبر صار يرثي له فبعد كل بيانات الإدانة والهرولة علي واشنطون ذهابا وإيابا حتى من دول كانت تجاهر بعدائها لأمريكا, بعد كل هذا نجد أن الإدانة الدائمة من واشنطون سوي إدارة أم منظمات مدنية هي للعرب شعبا وحكومات وصار العرب في نظر كثير من الدول وحوشا قادمين من العصور الوسطي . فأي نظام هذا في العالم يخاطر بتحالف مع هؤلاء الوحوش ويعادي سيدة العالم.. أمريكيا ؟؟فهل بعد كل هذا ينجح مؤتمر للسلام بين العرب وإسرائيل ؟

تعقيب بمنتدى الحوار سودانيز اون لاين

اخي العزيز ابنوس يجب ان تتحمل علات كل ما تكتبة رضيت ام ابيت فطالما تعرضت لموضوع ما فعليك احتمال كل الاراء التي قد تاتيك سواء اكنت وفق ما تهوى او نهوى نحن وليس من حقك ان تطالبني ان افرد لنفسي بوستا فاني ارد عليك لا على نفسي هذا اولاثانيا اعلم أخي الكريم أبنوس إن المبدأ الذي نشئنا عليه هو مبدأ يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة واعلم أن من أهم مبادئي الأنصارية التي ارتضاها أجدادي وأجدادك مما تعتبره أنت استغلالا ونراه نحن وهم نكرانا للذات وزهدا في الدنيا من اجل ديننا ووطننا إن مثل هذه المفاهيم والمبادئ يصعب استيعابها لطلاب الدنيا والجاه وعشاق النعيم الزائل الزائف ورغما عن ذلك لم يترك حزب الأمة وكيان الأنصار جنوده يقاسون ويلات البيداء بل اجبر نظام المخلوع الذي كان نتاجا لمغامرات يسارية وتطبيل طاهوي ومباركة خاتمية (( ومصادمة أنصارية -هندية )) لقد اجبر حزب الأمة مايو على الاعتراف بما أسمتهم سابقا بالمرتزقة وسعى لضمان تعويضات مادية ومعنوية لهم ولكن لتعلم أخي الكريم انهم لم يجاهدوا من اجل تعويضات دنيوية أو معنوية وان من يؤمن بقضيته تصغر عنده عظامكم , نعم كلنا نعلم أن للنضال ضريبة لا بد من دفعها ولكن كان الشهيد محمد نور سعد ومن قبلة عباس برشم يعلمون ما هم قادمون عليه وان من يستشهد في بيداء ليبيا ومن يستشهد في مسجد الهجرة سواء كيف لا يجاهدون وقد استشهد من قبلهم الإمام الشهيد الهادي المهدي الذي قتلتموه كان استشهاده مثلا وقدوة اقتادها أحبابه وأنصاره من بعده قاتل حتى استشهد ضاربا نموذجا في القيادة والتضحية ورثها من أسلافه وورثها أحفاده من الأنصار فكان الشهيد عباس برشم أول طالب يحمل السلاح بل كان يقود دبابة في وجه الظلم والطغيان فبينما كان هو يتبوأ مقعده في القتال كان أقرانه يمارسون الصراخ والهتاف والكتابة على الجدران التي هي من اضعف أدوات النضال , لم يكن موعودا بجاه ولا سلطان ولكنه الإيمان بالمبدأ . إن من يستشهد بوادي الحمار مع الشهيد المقدم حسن حسين لا يطلب مالا ولا تعويضا وكذا أحبابه في ليبيا والخرطوم وفي غرب وشرق وجنوب السودان وهكذا الأنصار أينما وجدوا . إن ما تصفه بحنث للوعد من قبل السيد الإمام لجماهير الأنصار بكتم نصفه نحن بالتجرد ونكران الذات لان السيد الصادق لم تنتخبه جماهير الأنصار خاصة والشعب السوداني لخدمة الأنصار أنها القومية يا حبيب إذا انفق السيد قرشا في منطقة الأنصار فهذا يعني أن ينفق مثلها في مناطق ختمية وشيوعية وبعثية ووووو وإذا حفر بئرا في الغرب فليحفر مثلها في الشرق والشمال والجنوب وإلا فلينأ بنفسه أهله عن طريق الأنصارية التي لا تعرف التحيز والتمييز فالسودان لكل السودانيين عرب وأفارقة مسلمين ومسيحيين ولا دينيين سواء بسواء ولعل هذا النهج ما جعل الجميع يعترف بان حكومة حزب الأمة هي الوحيدة من بين الحكومات التي أنصفت كل السودانيين وما الكتاب الأسود الموجود بأعلى رأسنا إلا خير شاهد على ذلك فقط ارفع رأسك قليلا أعلى هذا البوست وسوف تجد الدليل على ما أقوله . ولكن أخي أبنوس ماذا فعلتم انتم حينما اغتصبتم الديموقراطية ليلة الخامس هل عرفت بعد كل هذا لماذا لم يتمكن السيد الإمام من الإيفاء بوعوده لجماهير كتم ؟؟ هذا إذا عميت بصيرتك عن قصر عهد الديموقراطية الثالثة ؟؟ إن دمار خمسة عشر عاما هي عمر مايو لا يمكن إصلاحه في ظرف ثلاثة سنوات ذات مؤسسات هشة وضعيفة وديموقراطية أهون من خيط العنكبوت بفعل الهتافيين والمتربصين ومن أضعفوها ووأدوها ليجلسوا في مشاكس يتشاكسون تارة ويتفقون تارة أخرى مع أشكالهم من أرباب الديكتاتوريات ودعاة السودان الجديد ؟؟؟؟ الذي سوف يشيد بالتحالف مع راس الشمولية والديكتاتورية والهوس الديني !!!!!؟؟؟؟ أيعقل هذا أليس من ناقد يا هؤلاء ؟؟؟؟ ولكنك وأمثالك لا تستطيعون قول مثل هذا , خوفا من غضب عجوبه التي خربت الديموقراطية ثم ادعت البكاء عليها , وفي هذا قول كثير لا يتسع المكان له ولكن يا حبذا لو أسعفنا منظر السودان الجديد الذي (( لا يعرفه أحد )) ….. دكتور حيدر بتوضيح ما يلتبس علينا حاليا من تحالف السودان الجديد بقوى الهوس الديني وسكان السودان القديم ؟؟؟؟ ولعله من نافلة القول إن من أجهض الديموقراطية في ليلة الخامس والعشرون من مايو غير جدير بالحديث عن إجهاض الديموقراطية الثالثة لان فاقد الشيء لا يعطيه كما أن من ساهم في استيطان ظاهرة الانقلابات العسكرية في القارة الأفريقية جمعا لا ينبغي له الحديث عن الديموقراطية بشتى أنواعها لأنه لا تلاقي بين دكتاتورية البلتاريا والعسكرتارية وبين حقوق الإنسان التي كنتم أول من أجهضها في الجزيرة أبا وود نوباوي ومن ثم في قصر الضيافة ؟؟ وبعدها تجرعتم من نفس الكأس التي سقيتموها لغيركم واضرب اضرب يا أبو القاسم وأنت يا مايو الخلاص يا جدارا من رصاص يا حبالا للقصاص من عدو الشعب ويا حارسنا ويا فارسنا ويا الكسرة مدارسنا (( بتصرف )) لقد أزقتكم كل الشعب السوداني مرارة يصعب بلعها هكذا بسهولة ؟؟ ابعد كل هذا تأتى لتحاجينا بالوعود التي اخلفها السيد الصادق ومن قال لك انه ليشرف السيد وحزب الأمة وكيان الأنصار أن تناديه بلقب السيد ؟؟ وهل هو منة كانت منك ؟؟ يا أخي ناده بأي الألقاب شئت لا تثريب عليك فالسيد يكفيه انه إمام اكبر كيان ديني ورئيس اكبر واعرق حزب سياسي في القارة الأفريقية والعالم العربي والغربي والشرقي رئيسا وإماما تعشقه القلوب قبل العقول فِطرة فُطر بها لا ينقصه أو يزيده كرهك أو حبك أو لقبك شئ , وشيد ما شئت من الصروح لبلوغ هامته فلن تستطيع إلى ذلك سبيلا . هنيئا لنا أنصاريتنا وطائفيتنا التي تجعلنا متماسكين متصالحين مع ذاتنا نافذة بصيرتنا لسنا بمنافقين ولا (( متصلبتين )) ولا (( متتنبلين )) وزِد علما أخي الحبيب إن رصفائي من شباب الأنصار الذين تجعل من نفسك وصيا وناصحا لهم جاعلا من نفسك قبسا يشقون به ظلامات الجهل والتخلف !!!؟؟؟ هؤلاء الشباب قد تمسكوا بأصول الأجداد والأسلاف متجددين مع عصرهم من دون استلاب ولا اندهاش ولا تحذلق آخذين بأسباب العلم والمعرفة متواضعين مع أهليهم وأحبابهم من غير منٍ ولا أذى ينشرون العلم والمعرفة في حلهم وترحالهم لأنه بالعلم وحده تبنى الشعوب ( لا تسبى ) ولعل هذا هو سر تماسك وتطور كيان الأنصار وحزب الأمة , ولربما يكون هذا سر احتفاظ حزب الأمة بحيويته رغم مكائد المتآمرين من سكرتارية الديكتاتوريات أصحاب الدوغمائيات الفاشلة المعلبة سواء أكانت إسلاموية أو شرقية أم غربية فهم جميعا سواء في الأيدلوجيا الشمولية لا فرق بين يساري أو يميني أصحاب الهوس الديني والمادي ((((والباطني))) ولعل هذا كان من أهم أسباب سقوطها المريع المدوي وانصباب جل كوادرها المُحالين (( للهملسة )) السياسية وطوابير إعادة التوطين متنازلين حتى عن أهم واعز ما يملكه الإنسان هويته ووطنه ماذا بقى لأحدنا أن تنازل عن انتمائه للوطن والأهل من اجل اكتساب فرص معيشة افضل نأكل أيادينا ولا نترك هويتنا (( وطني ولا مليء بطني )) هكذا علمتني الأنصارية أن أكون معتدا بأهلي وانتمائي لا هاربا متسولاً متسكعاً في دول شرق أوروبا أو غربها أو في صالات هوليود وحدائق هايد بارك إن تبسم لي الحظ .عموما أخي الكريم نحن نتقبل كل ما يقال لنا أو علينا بكل رحابة صدر بل ونشجع ذلك مهما كان مقداره نافع او طالح ولكن هل غيرنا يفعل ذلك ؟؟ لا أظنثم تأتي للحديث عن مؤسسية حزب الأمة !!! بالله عليك مَن مِن التنظيمات والأحزاب السياسية في السودان قد سعى جاداً لقيام مؤتمراته وانتخاب كوادره مثل حزب الأمة بل إن كل أطروحات حزب الأمة الفكرية والسياسية والتي هي سودانوية خالصة هي من عصارة مؤتمراته وورش عملة الفكرية والتنظيمية والسياسية بل هو وباعتراف الأعداء قبل الأصدقاء الأكثر تنظيما وديناميكيةً من كل أقرانه إذا وجد له أقران , بل إن كل ما يطرح في الساحة اليوم من أفكار وحلول هي من بنات أفكار حزب الأمة , كل هذه المبادرات من حزب الأمة واتفاقياته مع الحركة الشعبية , وعندما لاحت إمكانيات الحل السياسي الشامل كان حزب الأمة هو أول من قدم رؤى سار على قبسها التجمع فكانت ورشة عمل الحل السياسي الشامل التي تفتقت منها مبادرات إقليمية شجعها حماسة ونشاط حزب الأمة كأكبر الأحزاب السياسية من حيث الطرح والفكر والقيادة والمؤسسية إلى جانب الثقل الجماهيري , وكان النجاح الأكبر للحزب هو استدراج النظام إلى جيبوتي وتوقيعه على نداء الوطن , وبغض النظر عن مدى التزام النظام بالنداء من عدمه فانه كان اكبر انتصار لقوى المعارضة وبداية النهاية لنظام الإنقاذ . لقد طور حزب الأمة مواثيق التجمع وما طُرح من أفكار تم تداولها أثناء التعبئة التي انتظمت قواعد الحزب بعد عودة السيد الصادق وأركان حزبه , في جميع أنحاء السودان فاستصحبت معها آراء القواعد الجماهيرية داخل وخارج الحزب فكان ميلاد وثيقة التعاهد الوطني التي أجمعت عليها كل القوة الثقافية والمدنية و السياسية الوطنية , وبلغت قمتها بتوقيع الحركة الشعبية والحزب الاتحادي الديموقراطي في ما عرف بإعلان القاهرة ليتحقق شعار التعبئة الوطنية داخليا وخارجيا وإقليميا ودوليا , وليس اصدق من هذا دعوة شركاء وأصدقاء الإيقاد لحزب الأمة للمفاوضات الدائرة الآن بنيروبي وكما جاءت دعوة الرئيس النيجيري للحركة الشعبية وحزب الأمة للاجتماع بابوجا إضافة حقيقة لقوة وثقل حزب الأمة ونهجه القوي وقوة طرحة الجادة . وإذا أردت مكابرة القينا إليك بالأدلة والبراهين سواء من بداية تكوين التجمع وحتى ما يدور في نيفاشا ومشاكوس والى سنين قادمة بإذن الله يا أخي العزيز أخيرا أقول لك أنه لم يتعرض قائد وزعيم للنقد مثل ما تعرض له السيد الصادق المهدي ولكن السؤال هو هل ضاق صدر السيد يوما بنقد أو تجريح او او ... الخ إن الجميع قد يختلفون حول السيد الصادق ما بين مؤيد ومعارض ولكنهم جميعا يتفقون في أن للرجل صدرا هو الأرحب والأوسع بين أقرانه بل انه تحمل الكثير وهو في قمة سلطانه لم يسجن فردا أو يظلم أحداً نتيجة راية بل إن عهده اتسم بالحرية المطلقة حتى إن البعض صار ينتقده بأنه ديموقراطي اكثر من اللازم ولعلها تكون سيئاته الوحيدة إذا كانت تحسب سيئة ولكن لا أظن ذلك فالحرية لنا ولسوانا وهي من القيم التي لا يعرفها إلا عشاقها ومن صدقت نيتهم وتجردت رغباتهم وأمانيهم . إن الديموقراطية ليست نظام حكم فقط , ولكنها سلوكا وممارسة وثقافة وعلم وآداب .مفهوم أن تدعي غيرتك وحبك لأهلك ووطنك ولكن أن تخلق لك شنشنة وحنفشة من عدم فهو العجب نفسه يا أخي قل ما شئت في السيد الإمام إن كنت ترى أن قولك سوف يحل مشاكل السودان ولكن أن تضيع وقتك ووقت الآخرين في بطولات وهمية وخزعبلات سياسية فهو أمر يُستحى منه . إن الرجال لا تصنع نفسها من الآخرين ولكن بجهدها وفكرها وصمودها , إن مدحك أو ذمك للسيد لا يزيده ولا ينقصه فللرجل قدره وعلمه وحلمه ومكانته التي لا تضاهيها مكانه في العالم , وليس اصدق من مخطوطاته التي تقف خير دليل على مجاهدته الفكرية والسياسية والثقافية التي يفتقدها كثير من زعمائنا وساستنا ويكفيه أنه مثّل أمته العربية والإسلامية والإفريقية في مؤتمر حوار الحضارات الذي أقيم مؤخرااخوك
محمد حسن العمدة .
on 21-09-2003, 10:25 م
المصدر

ترحم على شهداء احداث ابيي

محمد حسن العمدة
31/12/2007

في البدء اسال الله ان يتقبل شهدائنا الابرار الذين يدافعون عن حقوقهم واهلهم ويدفعون ثمن الاهمال الكبير الذي فرضه الحزب والكيان للمنطقة ويدفعون ايضا ثمن الحرب والسلام بين المؤتمر اللاوطني والحركة الشعبية ويدفعون ايضا ثمن العلاقات بين الشمال والجنوب على امتداد الخط الفاصل نعم اهلنا المسيرية هم وحدهم من يدفعون ثمن السلم والحرب فبالامس عندما كانت الحرب قائمة بين الطرفين دفعوا هم ثمنها وكان راس الحرب الشمالي الجنيد يدفع بالالاف من ابنائنا في متون الحرب باسم الجهاد والمغيرات صبحا ومساء كان النظام يستغل شجاعة ابناء المسيرية المدهشة لحماية قاطرات السكة الحديد وحماية قوات جيشه من والى ساحات القتال وقد شاهدت ذلك بعيني في بداية التسعينات الان وبعد توقيع اتفاق نيفاشا تملص النظام من واجبه تجاه ابناء المنطقة وهو الان يتركهم لوحدهم في مواجهة جيش حكومي نظامي اكثر تسلحا هو جيش الحركة لحل ورطة ابيي التي اوقع النظام نفسه فيها ولا حل له الا اغراق المنطقة في بحر من الدماء تهربا من نيفاشا اذا ما موقفنا تجاه كل ما يحدث ؟؟؟للاسف لم نطالع حتى الان ما يشفي النفس ولكن التاريخ لن يرحم ابدا وغدا سيشد الحزب رحاله لجني اصوات الانتخابات فهل يملك من ماء الوجه لذلك ؟؟

الانتباهة بحاجة الى نباهة

الانتباهة بحاجة الى نباهة
محمد حسن العمدة
mohdalumda@gmail.com
طالعنا بصحيفة الانتباه الصادرة في يوم 21/01/2008 خبر مفاده الآتي :
قالت مصادر خاصة لـ(الانتباهة)، إن تفاعلات مشاركة حزب الأمة في الحكومة وأجهزتها لا تزال متصلة وساخنة داخل الحزب، ففي الوقت الذي التأم فيه المكتب السياسي بعد عودة السيد الإمام الصادق المهدي من لندن، شهد الاجتماع حديثاً عاصفاً لم يعهده السيد الصادق من قبل حول التحاق ابنه بجهاز الأمن الوطني .

انتهى الاقتباس من جريدة الانتباهة ..
الخبر أعلاه لا يحتاج إلى كثير تدقيق من قبل القارئ العادي حتى يكتشف ما فيه من عدم مصداقية وأمانة تعتبران من بديهيات العمل الصحفي ومن أهم الصفات التي ينبغي توفرها في اصغر كادر صحفي ان لم يكن في مرحلة الدراسة بعد .. والغريب والمدهش في نفس الوقت ان نسبة الغباء في الخبر عالية جدا بحيث لم يفطن معد و ( محبك ) الخبر إلى سهولة تكذيبه في زمن انقشعت فيه سحابة التقييد والحجر على الصحافة وبات من السهولة على أي حزب إصدار بياناته لتبيين مواقفه تماما كما فعل حزب الأمة القومي عندما بادر إلى إصدار بيان بعد ثلاثة أيام فقط من ( تسريب ) الانتباهة لتعيينات كوادر جهاز الأمن الوطني والمخابرات ونشر كشوفات التعيين على الملا من خلق الله !! دون أن تواجه جريدة الانتباهة بملاحقات الجهاز الأمني المعني البالغ الحساسية ( رغما عن خبرته في الملاحقات الأمنية للقوى المعارضة ) بل ولم توجه ضدها أي دعوى قضائية من قبل الجهاز ( رغما عن كثرة القضايا المرفوعة ضد الصحف الوطنية الأخرى ) وهذا لا يهمنا كثيرا طالما أن ( توجه ) الصحيفة معروفا لدى الجميع ... ولكن ما يهمنا هو ( فضح ) جريدة الانتباهة مروجة الخبر الإفك رغما عن إصدار حزب الأمة القومي لبيانه المؤكد لرفضه المطلق لأي مشاركة في النظام الحالي إلا وفق شرطين بتحقيقهما تتم إزاحة النظام الحالي وتحوله إلى نظام ديمقراطي وفق إجماع قومي حقيقي أو عبر انتخابات حرة ديمقراطية نزيهة وفق مراقبة دولية وأيضا يكون قد تحول النظام من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي قد لا يكون للمؤتمر الوطني اثر .. حتى على قائمة القوى السياسية بعد هذه الانتخابات ..
هذا الموقف الواضح والمتميز لحزب الأمة القومي منذ انقلاب الثلاثين من يونيو هو ما سعى خبر الانتباهة إلى التشويش عليه أولا بتسريب خبر ( قرار تعيين ) الملازم أول أمن بشرى الصادق المهدي ومن ثم الترويج لما أسمته الانتباهة ( تفاعلات مشاركة حزب الأمة ) أي أنها تروج لان المشاركة أصبحت أمرا واقعا ومتفاعلا داخل حزب الأمة !! هكذا بكل عدم أمانة وللمزيد من ( الحبكة ) أعلن وروج أيضا عبر بعض الصحف الأخرى والإشاعات إلى خبر تعيين الدكتورة مريم الصادق وزيرة بوزارة الشئون الاجتماعية وهو ما بادرت الدكتورة إلى نفيه بإصدار بيان عاجل حسم الأمر وجعلت مروجيه يعضون أصابع الندم على فعلتهم !!
رغما عن إصدار حزب الأمة لبيانه النافي لأي مشاركة مع النظام الحالي ورغما عن إصدار الدكتورة مريم لبيانها النافي لما تردد عن مشاركتها إلا أن صحيفة الانتباهة لم ( تنتبه ) مع سبق الإصرار والترصد بل عملت على إضافة المزيد من ( البهارات ) هذه المرة أملا في ( تظبيط ) الحبكة فعمدت إلى الكشف عن اجتماع للمكتب السياسي لحزب الأمة وبحضور الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب !! مع إضافة بعض الإثارة مثل قولها في الخبر (شهد الاجتماع حديثاً عاصفاً لم يعهده السيد الصادق ) تماما كما تفعل دور العرض السينمائي من كتابة كلمات الإثارة والعنف للمزيد من الجمهور !! والحقيقة التي كان من المفترض أن تعلمها صحيفة ( الانتباهة ) بحكم أنها صحيفة وتهتم بنقل الأخبار المتأكد من صحتها وعبر مراسليها .. أن تعلم قبل غيرها أن الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي لم يكن موجودا بالسودان حين اجتماع المكتب السياسي وإنما كان بالدوحة لحضور اجتماع مجلس أمناء المنظمة العربية للديمقراطية ولكن للأسف هذا حال ( بعض ) صحفنا بقيادة جريدة الانتباهة الغير مسئولة لا تجاه المهنة الصحفية واخلاقياتها ولا تجاه القاري الكريم وحقه في امتلاك المعلومة الحقيقية والصادقة الخالية من الأغراض .. ورغما عن ابتعاد السيد رئيس حزب الأمة القومي عن ما يحدث في الداخل وما تقوم به ( صحف ) الانتباهة إلا انه صرح تأكيدا لما أصدره حزبه بان لا مشاركة مع النظام وان المفاوضات التي تجرى الآن لا علاقة لها بأي مفهوم للمشاركة أي أنها مفاوضات لا تصب في مشاركة النظام وإنما تصب نتائجها النهائية في المؤتمر الجامع الذي يجمع فيه أهل السودان عامة على مستقبل بلادهم .. كما أوضح أن جميع ما يتفق عليه بين المؤتمر الوطني الحزب الحاكم وحزب الأمة القومي وما يتفق عليه مع بقية القوى السياسية سوف ينشر على كافة أهل السودان تماما كما اشرنا في مقالنا حصان طروادة إلى تجربة حزب الأمة في عقد اتفاقات مع القوى السياسية المعارضة للنظام ومن ثم تجميعها في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية ونشر كل الاتفاقيات على الشعب السوداني .. فحزب الأمة القومي معروف بأنه الحزب الوحيد في البلاد الذي يهتم بمسالة التوثيق والنشر والشفافية والصدق في الطرح والرؤية ولذلك تشد عليه الحملات الآن والاعتقالات سابقا لا لشيء لا لأنه حزب صاحب مبادي وقيم لا يلين ولا يكرى ولا ( يكشكش ) له ..
سارة الفاضل .... نساء صنعن التاريخ
09/02/2008L
محمد حسن العمدة

mohdalumda@gmail.com
يقال ان الرجال مواقف ولكن التاريخ يحدثنا بان هنالك ايضا نساء مواقف حطمن هذه القاعدة الذكورية واثبتن ان النساء هن المواقف وهن صناع التاريخ ولقد تولى الله سبحانه وتعالى حفظ هذا التاريخ وتدوينه في قران يتلى آناء الليل وأطراف النهار يعتبر اكبر حجة لمن يقولون ان النساء ناقصات عقل ودين ؟!!!! نساء سطرن التاريخ بأحرف من نور بكمال عقلهن ودينهن فكانت امرأة فرعون التي علمت بنات جنسها معنى الصمود ضد الظلم والجبروت مهما بلغ من قوة السلطان وباسه وظلمه .. كذلك كانت بلقيس ملكة سبأ المرأة التي حكمت أهلها بقيم الشورى والديمقراطية ووقفت ذكراها و تجربتها سدا منيعا في وجه كل من أراد النيل من المرأة وما تحمله من طاقات نووية وعزيمة قوية استطاعت أن تخلق بها بلقيس دولة عظيمة وان توتى من كل شي ما لم يكن لسيدنا سليمان بكل ما له من تسخير للجن والإنس ..
ونقرا في التاريخ أيضا أن نساء مثل أماني ريناس ( الكنداكة ) ملكة شعب النوبة العظيم التي استطاعت ان تخرج الرومان من بلادها وان تقف سدا منيعا ضد محاولاتهم المتكررة للعودة لأطماعهم في احتلال ارض النوبة .. وحفيداتها أمثال مهيرة بت عبود و رابحة الكنانية التي خاطرت بنفسها وتحدت المكان والزمان والسلطان غير آبهة في سبيل نصرة أبناء جلدتها الثائرون ضد الظلم والقهر فأسست احدث وأول جهاز استخبارات للدولة السودانية الأولى ..
ورثت السيدة سارة الفاضل عليها الرحمة كل ذلك وتقدمت بنات جنسها وسطرت بأحرف من نور تاريخ جديد للمرأة السودانية وقدمت نموذج للعالم اجمع عن قوى وإرادة حواء التي يتهمها المنكفئة بأنها ناقصة عقل ودين ؟؟!!
شهدت بذلك كل مواقفها ضد النظام المايوي المباد .. وكانت غصة في حلق المغتصب صعب معها ابتلاع البلاد بواسطة النظام المايوي وقفت مع الأنصار في ود نوباوي والجزيرة أبا واحتضنت ثوار 76 والذين وصفهم الإعلام المايوي بالمرتزقة وصمدت أمام محاكمه في شجاعة منقطعة النظير وعلمت وتعلمت معهم وبهم معنى الصمود والخلود دعما للحق ونصرة للوطن تحملت طوال خمسة عشر عاما شتى أنواع الإرهاب والعنف ولم تلين لها عزيمة وكانت خير معين لزوجها في كل ما لاقاه من عنت وظلم وتعذيب وسجن من قبل النظام المايوي والنظام الحالي استطاعت بصبرها وقوى شكيمتها ان تحافظ ليس على أسرتها التي ما ذاقت طعم الراحة يوما بل حافظت كذلك على كل القيم السودانية في أمومة منقطعة النظير .. أحاطت بحنانها كل الأسر الأنصارية والسودانية التي ضاقت بأربابها معتقلات الأنظمة العسكرية وزنازين النظم الشمولية كانت تتفقد كل اسر المعتقلين وتقف على احتياجاتهم للدرجة التي حطمت معها القاعدة التي تقول فاقد الشي لا يعطيه حيث أنها كانت تفتقد الأمان في بيتها الذي لم تكف عنه زيارات الأجهزة القمعية في ترف وكرم بالغ !! مروعة كل من بداخله إلا أنها كانت بحنانها تلهم الأمن وتمنح الطمأنينة لأبناء شعبنا عامة قبل سكان بيتها الخاصة .. في عيادتها لمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية قبل عامين بقصد العلاج ورغما من ما تعانيه من آلام المرض لم تنسى السيدة سارة أبنائها من فقراء ومساكين الشعب السوداني فعلمت على تأسيس المجلس الأعلى للأعمال الإنسانية أي تجرد هذا وأي نكران ذات وإيثار أكثر من ان يفكر الإنسان / الإنسانة في غيره/ها وصحته/ها ورعايته وهو نفسه على سرير المرض ؟؟! من أي صلب أنتي يا سارة ؟ !! تعانين المرض وتفكرين في غيرك !! ولعمري هذه أمومة كاملة الحنان في تفرد بديع ونكران ذات قل ان نجده في زماننا هذا ولكن كيف لا وهي حفيدة الإمام عبد الرحمن المهدي أب السودان ومحقق عزته وكرامته واستقلاله كيف لا وهي زوجة الإمام الصادق المهدي الرجل الذي إن وضعت السلطة في يمينه والمال علي يساره ليترك حبه للإنسان وحرياته وكرامته ما ترك هذه القيم السامية النبيلة قيم وأخلاق الأنبياء ومحبي وعشاق الحرية والديمقراطية والسلام .. ألا رحم الله السيدة سارة الفاضل رحمة واسعة وادخلها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والهم أهلها وذويها الصبر وحسن العزاء وحقا إن العين لتدمع والقلب ليخشع ولكن لا نقول ما يغضب الله

الامام الصادق المهدي والخيار الصعب تفاعلات حصان طروادة

الامام الصادق المهدي والخيار الصعب تفاعلات حصان طروادة
‏19 ‏محرم, ‏1429, ‎‏08:52:44 م
محمد حسن العمدة mohdalumda@gmail.com
لا تزال تفاعلات الخبر الذي أسميناه بحصان طروادة والذي قصد منه ( معدوه و محبكوه ) أن يحدث دويا داخل حزب الأمة تتداعى كل يوم فلقد ورد في جريدة الراية القطرية بتاريخ 23/01/2008 خبرا اقتبس منه الاتي :• وعلل المهدي أنه باعتبار أن الأمة لا ينتهج سياسة حمل السلاح.. وأن ذلك يجب أن يأتي بمعادلة مع السلطة، فإن الحزب قبل أن يحمل أفراده السلاح بانضمامهم إلي جهاز الأمن.. باعتبار أن أفراد الحزب هم الأدعي بتوفير الحماية له.• وأشار المهدي بالتالي إلي أن انضمام الأفراد المذكورين إلي جهاز الأمن يتعلق بخدمة الحزب وأهله.• وفيما يتلعق بنجل رئيس الوزراء السوداني السابق، بشري ، قال الصادق المهدي إن نجله يعمل علي حماية الحزب، وأنه كان من اللازم ضمه إلي صفوف القوات المسلحة، لكن جري ضمه إلي جهاز الأمن، مشيرا إلي أن هذا الوضع غير صحيح، وأنه من الواجب تعديله بضمه إلي القوات المسلحة• بيد أن المهدي أصر في الوقت نفسه علي ضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية السودانية بحيث تكون قومية، ولا تتناقض مع الديمقراطية .. وبين المهدي بأن الأمة يعمل علي مراقبة هذه الأجهزة عن كثب، ويحرص علي أن تخضع للقوانين وألا تتناقض مع حقوق الإنسان.انتهى الاقتباس ...المستخلص من هذا الخبر هو الآتي :1 / إن مؤسسات حزب الأمة قد ( ناقشت ) أمر حماية قيادات الحزب وانه طالما أن الأمر لا يتم إلا وفق ( انضمام الأفراد الأمنيين ) بالحزب إلى جهاز الأمن فقد أجازت ( المؤسسات ) مسالة الانضمام إلى جهاز الأمن ..2 / أن الانضمام إلى جهاز الأمن وبحسب رؤية الإمام الصادق المهدي قصد به ( خدمة لحزب الأمة وأهله ) وهي هنا حماية الحزب ..3 / أي أن الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة أكد أن الخبر الذي أطلق عبر الصحف اليومية وتناولته الأقلام ما بين مؤيد ومعارض هو خبر ( كامل الصحة مائة في المائة ) أي أن السيد بشرى الصادق المهدي هو الملازم أول امن بشرى الصادق المهدي ..4/ أوضح الإمام بان انتماء أفراد من حزب الأمة إلى جهاز الأمن يعتبر ( خطا واجب التصحيح ) ...5 / التصحيح المطلوب هو أن يتم (ضم بشرى إلى القوات المسلحة السودانية ) ..6 / أمن الإمام على أن المؤسسات الأمنية الموجودة الآن هي مؤسسات ( غير قومية ) ..هذا ما قرأته بجريدة الراية القطرية وفي الحقيقة لقد لمست بعض التناقض في الخبر ولا ادري هل هو عدم دقة في الصياغة من قبل معد الخبر التقرير أم فعلا أن هذا هو ما قيل في المؤتمر الصحفي وذلك لان هنالك حديثا عن ( إجازة الحزب ) والمعني هنا مؤسسات الحزب التشريعية أي ( المكتب السياسي ) وما اعلمه كمتابع لما يدور بحزب الأمة أن المكتب السياسي لم يجيز مثل هذا الأمر لا سابقا ولا حاليا ولكن ربما المقصود هنا هو تلك ( الجهة الأمنية ) ( سيوف النصر ) المسئولة عن امن قيادات الحزب !! ربما ..أيضا هنالك تناقض آخر وهو القول بان الانضمام إلى الأجهزة الأمنية قصد به خدمة الحزب وأهله ثم الإقرار بان انضمام بشرى إلى جهاز الأمن خطا واجب التصحيح !! وهذا يقودنا الى اختبار حقيقي حول أهداف حزب الأمة القومية ومدى تمسك الحزب بها وفيها سر تميزه وتفرده وسط أقرانه وأنداده من الأحزاب الأخرى فهل تقلصت أهداف الحزب إلى خدمة حزب الأمة وأهله فقط ؟!! وفقط من اجل أن بشرى الصادق المهدي قد تم تعيينه بجهاز الأمن والمخابرات ( المعروف ) وإذا كان كذلك فلماذا تم من قبل رد حجة مجموعة السيد مبارك الفاضل بأنهم إنما قصدوا من المشاركة خدمة جماهير حزب الأمة وتم الرد حينها بأننا حزب نسعى إلى خدمة كل أهل السودان وليس جماهير حزب الأمة ومناطقة فقط فإذا كان حسن النية المفترضة في حالة بشرى هي نيته خدمة الحزب وأهله فان نفس المنطق يحول إلى مجموعة مبارك بتثبيت حسن النية لهم وبالتالي إقرار مبدأ عام هو توفر حسن النية عند كل عمل خاطي ينجي صاحبه من المساءلة ولنا أن نتوقع ( الجيوش ) التي يمكن ان تبرر لاحقا أخطائها وتتعلل بحسن النية !! .. والأغرب من ذلك هل فعلا تتم ( خدمة حزب الأمة وأهله ) من داخل الأجهزة الأمنية للنظام ؟؟ إذا كان ذلك كذلك فانا أدعو من انضم إلى جهاز الأمن بشطب او إلغاء كافة الإجراءات التي اتخذت في حق صحيفة صوت الأمة ورئيس تحريرها الأستاذ صلاح عووضة والأستاذة الأنصارية لنا مهدي صاحبة عمود حروف حرة ..!!!إذاً اتفقنا جميعا ان انضمام بشرى الصادق المهدي خطأ بل وخطئاًً فادحاً بدليل اقتراح الإمام بتحويل الملازم أول بشرى إلى القوات المسلحة بدلا عن جهاز الأمن وبالتالي تحويل بقية القوى الأمنية لحزب الأمة إلى القوات المسلحة !! وهذا الأمر يمكن نقاشه من أكثر من جانب :الجانب الأول والاهم مبدئي متغلغل في أفكار وبرامج حزب الأمة نفسه والتي ظل يطرحها عبر جميع العهود وهو أن تكون مؤسسات الدولة جميعها العسكرية والمدنية مؤسسات قومية وضرورة أن تبتعد الأحزاب السياسية عن اختراق هذه الأجهزة والمؤسسات دفعا إلى استقرار دولاب العمل المدني والعسكري في البلاد وكان انتقاد الإمام الصادق المهدي للسيد بابكر عوض الله رئيس القضاء الأسبق ورئيس وزراء 25 مايو لتعامله وفق انتماء سياسي في حادثة طرد نواب الحزب الشيوعي باعتباره رئيسا للقضاء ومنتمي للحزب الشيوعي السوداني وعمله على دعم وتعضيد انقلابيي مايو وهو ما أكده السيد عوض الله نفسه ( راجع أخبار اليوم تاريخ 22/01/1427 ) ..أيضا انتقاد حزب الأمة للجبهة الاسلاموية باختراقها للقوات المسلحة وانقلاب 30 يونيو 1989 م ..فهل تراجع حزب الأمة عن مناداته بقومية الأجهزة الحكومية فقط لان بشرى الصادق المهدي تم تعيينه ملازما أول بجهاز الأمن الوطني والمخابرات ؟؟ الجانب الثاني هو مدى التوفيق بين الإنتماء للمؤسسة الأمنية أي كانت وبين الانتماء الحزبي ... بين الوفاء بالقسم لحماية البلاد بأثرها وبين حصر المهام في حماية قيادات حزب الأمة وخدمة أهل حزب الأمة !! وما ذنب دافع الضرائب في ان يؤمن حياة قيادات حزب الامة في الوقت المفترض توقعه عودة ما يدفعه في شكل خدمات للمواطن ؟؟ الجانب الثالث هو فتح الباب على مصراعية للقوى السياسية الأخرى بالدفع بعضويتها الى القوات المسلحة ولنا أن نتصور ما يمكن إن يجر الى البلاد من ويلات في ظل السماح ( بعربدة ) القوى السياسية داخل القوات النظامية !!لنصبح كل يوم على أنغام الموسيقى العسكرية وانقلاب جديد في كل فجر جديد !! الجانب الرابع هو سماح قانون القوات المسلحة وجهاز الأمن الوطني والمخابرات بمثل هذه التنقلات لعضوية الأحزاب السياسية تلبية واستجابة لطلبات زعماء القوى السياسية وإذا كانت القوات المسلحة تستجيب لطلبات القوى السياسية لانصاعت لما كان يسمى بالقيادة الشرعية بالتجمع الوطني الديمقراطي !!أقول إن تصحيح الخطأ بخطأ آخر أمر خطا وذلك يستوجب عدة إجراءات على الحبيب بشرى الصادق المهدي ومن معه اختيار احدها :• إما الاستقالة من حزب الأمة القومي والالتحاق إلى أي الأجهزة العسكرية يشاء وهذا حقه ...• او الاستقالة من جهاز الأمن أو القوات المسلحة والاحتفاظ بعضويته في الحزب ومؤسساته وفي هذه الحالة على مؤسسات الحزب أن تعمل على تطبيق اللوائح التنظيمية في محاسبة العضوية في مثل هذه الحالة • او الفصل من حزب الأمة القومي ومؤسساته ...اقو ل ان الكرة لا تزال في ملعب حزب الامة القومي ومؤسساته وبيد كل من الحبيب الامام رئيس الحزب وبشرى الصادق المهدي لإفشال المخطط الذي رسم من اجل استغلال هذا الأمر من قبل الجهات المسربة للخبر من داخل الجهاز ومن داخل النظام فأمر كهذا قطعا إذا لم يجد من يدعمه من أعلى السلطة ما كان له ان يجد طريقه الى الصحف وذلك لان المؤسسات الأمنية تحكمها قوانين صارمة وما كان لقيادة الدولة ان تتجاوز هذا الأمر بعين الرضا والإستحسان السكوتي إذا لم يكن هنالك ( ضهر قوي ) هو الذي سرب هذه الأخبار أملا في أحداث فرقعة داوية داخل حزب الأمة القومي وبين الحزب وبقية القوى السياسية .. إلا إذا كانت هنالك بقية بنود اتفاق مجهول لا تعلم به ؟؟؟أقول نحن نثق في وطنية وأخلاق بشرى الصادق المهدي وهذا الأمر لا جدال فيه ولكن اللوائح هي اللوائح والعمل المؤسسي هو ما أفنى فيه السيد رئيس الحزب عمره من اجل تحقيقه وتطبيقه الآن كل السودان ينتظر ما سيمكن اتخاذه من جهة رئيس الحزب على وجه التحديد ومن مؤسسات حزب الأمة القومي وبترقب أكثر من عضوية الحزب ... وأهلنا في جنوبنا الحبيب لديهم تقليد جميل جدا وفيه عبر وذلك عند مخالفة رأي القبيلة لرأي زعيمها فهي لا تجادله ولا تعارضه ولكنها ليلا ( تلملم ) أغراضها وتترك له الديار ميممة وجهتها إلى موطن جديد بعيدا عن زعيمها .والمحك والامتحان الصعب هو :هل سينحاز رئيس الحزب إلى فكره ومبادئه ومؤسساته ولوائحها ؟؟ أم ستجذبه نوازع الأبوة وعاطفتها ؟؟ فتلملم جماهير الأنصار وحزب الأمة أغراضها وترحل إلى تكوين حزب آخر تحقق فيه أشواقها وتطلعاتها حيث الكل سواسية أمام اللوائح تاركة الحزب للزعيم وأهله .

رسالة الى السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي

السيد : الإمام الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي رئيس حزب الأمة القومي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
لا يخفى عليكم أن البلاد تمر بمنعطفات جد خطيرة تستهدف وحدتها وهويتها عبر سيناريوهات تحبك في سرية وتسير بخطى حسيسة نحو التطبيق والتنفيذ من اجل تفكيك وتجزئة الوطن مستغلة في ذلك تظلمات أهل السودان عامة وأطرافه خاصة ولا يخفى عليكم أن هذه التظلمات تظلمات حقيقة وواقعة فعلا على أهلنا في مختلف بقاع السودان . لقد ظل حزبنا وطوال تاريخه الحزب الأول من دون منازع في تقديم التضحيات وتحقيق الإنجازات في سبيل الارتقاء بإنسان السودان وتحقيق رفاهيته ومرسخاً لقيم الديموقراطية والحرية وبناء المؤسسية لقد كانت خطوة الإمام عبد الرحمن طيب الله ثراه بإنشاء وتأسيس حزب الأمة نقلة نوعية كبيرة في سبيل الانتقال بمؤسسات المجتمع التقليدي السوداني إلى مصاف المدنية والمؤسسية وترسيخ قيم الشورى والديموقراطية والحرية والعدالة لشعب السودان متمسكا بالأصل ومستصحبا لروح العصر من غير إنبتات ولا تبعية متمسكا بالديموقراطية ومقاوماً للأنظمة العسكرية والديكتاتورية والشمولية وقدم في سبيل ذلك آلاف الشهداء , و مر الحزب بتجارب كثيرة في مراحل نموه وتطوره أنهكته الأنظمة الشمولية , ولكن ظل الرقم الأول في أول انتخابات حرة بعد كل نظام شمولي , رصيده في ذلك مقاومته للديكتاتورية وتعريته للدوغمائية وتمسكه ببرامجه التي تحقق آمال وتطلعات شعبنا .لقد كان مؤملا في الحزب بعد أن حقق الاستقلال أن يسعى في سبيل تطوير وتطبيق أهدافه المستهدفة لإنسان السودان أولا وأخيرا رقيا وتحضرا ورفاهية ولكن وفي العهد الديموقراطي الأول وبعد سنتين فقط من عمر الاستقلال والتجربة الديموقراطية سعت بعض قيادات الحزب لتسليم السلطة للجيش وتم التسليم بمباركة الإمام عبد الرحمن المهدي وباتت سنة سيئة يجب أن يتحمل الحزب وزرها ووزر من عمل بها , ولا سبيل سوا الاعتذار التاريخي لجماهير شعبنا إذ لم تخفف من وطئتها موقف القيادات الأخرى المبدئي تجاه المدنية والديموقراطية وعلى رأسها السيد الصديق عبد الرحمن المهدي رئيس حزب الأمة والذي تصدى بكل ما أوتى من قوة لمنع تسليم السلطة للعسكر و كما يحمد له جهاده في مقاومة النظام الديكتاتوري الأول . كانت فترة استنزاف للحزب وكوادره خرج منها منتصرا في أكتوبر 64 إلا انه كان منهكا لتدخل البلاد فترة أخرى من فترات التيه الديموقراطي لا لشيء إلا لان من كانوا على راس الأمر لم يعدوا العدة والبرامج من اجل حكم إنسان السودان بتعدده الديني والعرقي والثقافي والعمل على نهضته فضربت الفوضى بإطنابها في أسوا تجربة ديموقراطية تشهدها البلاد فتعددت الحكومات وتفاقمت مشكلة جنوب البلاد . وما زاد الأمر سوءا على سوء الانقسام الكبير الذي تعرض له الحزب وأيا كانت دوافعه وأسبابه إلا انه كان عثرة كبيرة في حياة الحزب وتطوره وفتحت الباب واسعا لاحتمالات مستقبلية مشابهة .جاءت مايو محمولة على أكتاف اليسار السوداني مشحونة بالشعارات الدموية لم يسلم منها حتى أولئك الذين أتوا بها فأذاقتهم من نفس الكأس وارتد عليهم سحرهم بأضعاف . استمات الحزب في مقاومة الديكتاتور الأرعن فكانت ملاحم الجزيرة أبا وودنوباوي وانتفاضة 73 و75 وملحمة 76 وفيها مواعظ وعبر ينبغي الاستفادة منها ثم جاءت المصالحة الوطنية في 77 والتي لم يستفد منها الحزب في مقبل سنواته فأطبقها بجيبوتي في إصرار عجيب على أن يلدغ من نفس الجحر مرتين . التجربة المايوية تقف مثالا ودليلا على هشاشة المثقف السوداني وضيق افقه وانتهازيته فكثيرون انخرطوا في دعم النظام الديكتاتوري الشمولي فنالوا مثل ما ناله اليسار من قبلهم فساهموا جميعا في تخريب البلاد والعباد .نعم ورثت البلاد تركة مثقلة في الديموقراطية الثالثة إلا أنها استحقت لقب الفوضى بجدارة تحسد عليها , حزب الأمة وبالرغم من منحه الثقة من قبل شعب السودان لم يحسن استخدامه لهذه الثقة ولم يعمل بها على تقوية النظام الديموقراطي لقد كان يكشف ظهره لأعدائه من كل صوب ويعلم علم اليقين بما يحبكون سرا ويعملون علانية فلم يحرك ساكنا بدواعي الحرية والديموقراطية . تخبطت سياسات الحزب وتعددت تحالفاته مما أنهك الحزب وأنهك البلاد, نعم إن نظام الحكم المعمول به لا يمنح الحزب الأغلبية المطلقة التي تكفل له تنفيذ برامجه إلى جانب كثير من الممارسات الصبيانية من قبل التنظيمات العقائدية يسارا ويمينا واختراقها لنقابات العمل الوطني فمارسوا جميعا هرجلة سياسية أضعفت من النظام الديموقراطي وساهمت بشكل كبير في وئده ولكن ذلك لا يعفينا من تحمل المسئولية تجاه ما كان يحدث كما تتحمل بنفس القدر القوى الحديثة بمختلف أنواعها من أكاديميين ومثقفين وفنانين وكتاب وأدباء ... الخ نصيبها من إجهاد وإجهاض للتجربة الديموقراطية الثالثة . هذه التجربة التي أحسنتم قراءتها في أطروحة الديموقراطية المستدامة والتي أرى أنها كفيلة بحل كافة إشكالات حكم البلاد واستدامة الاستقرار . رفع الحزب شعار الجهاد المدني في سبيل مقاومة نظام الجبهة الإسلاموية - والتي ساهم حزب الأمة كما لم يساهم حزب غيره في تقويتها بحسن نية يحسد عليها – بدأت المقاومة بمذكرة السيد رئيس الحزب لقائد انقلاب الجبهة الإسلاموية ومرورا بجيش الأمة للتحرير بعد أن أوصد النظام كافة منافذ الحوار السلمي والتحول الديموقراطي ولكن ولمستجدات داخلية وإقليمية ودولية رضخ النظام وكانت جنيف ثم جيبوتي – وكأن 77 لم تكن - وبتوقيع مبادي جيبوتي اتفاقية نداء الوطن تحول الحزب مرة أخرى من المواجهة المسلحة إلي الحل السلمي التفاوضي ودفع أفراد جيش الأمة للتحرير وحدهم الثمن تشردا وضياعا بعد أن كانوا مفخرة لنا نضرب برجولتهم وشجاعتهم وثقافتهم الأمثال لم يكونوا كغيرهم من الجيوش ولكن أدبهم الجم وحسن تربيتهم ودماثة أخلاقهم هي التي شجعت الجميع على السكوت عن حقوقهم التي لحقت بحقوق من قبلهم من شجعان 76 وأبطالها .تم انتقال كافة أجهزة الحزب الانتقالية إلى داخل الوطن.الآن وبعد مضي 4 سنوات تقريبا على الخطوات التي أتخذها الحزب، لا يلمس المرء إنجازا حقيقا في هذا الاتجاه. بل على العكس، ضرب التراخي و"الخمول" أوساط الحزب. وتفرغت القيادة لإطلاق المبادرات الواحدة تلو الأخرى من دون "فعل" يوازي هذه المبادرات بحيث تصبح فاعلة باستخدام أدوات ضغط تجبر الخرطوم على التعامل معها بالجدية المطلوبة . لقد كان من الممكن لتاء التعبئة الشعبية التي أعلنها رئيس الحزب وقادها بنفسه ونفذها بنفسه من غير كل ولا مل كان مقدراً لها أن تكون احد وسائل الحزب للضغط على النظام لتحقيق تاء التفاوض الأخرى وإجباره على المضي بالتفاوض إلى أقصى غاياته ولكن وكما يقال – اليد الواحدة ما بتصفق – لقد اكتفى الحزب بندوات السيد رئيس الحزب والتي تمت من خلال رحلاته في وسط البلاد وبدايات شمال السودان !!!! وبعض الحوارات الصحفية وندوة الأربعاء التي باتت تعاني البوار لافتقارها للكادر الجماهيري فصارت عبئا آخر علي السيد رئيس الحزب وعلى ذلك قس تاء التنظيم . فوجد النظام نفسه أمام مفاوض لا يملك روافع التفاوض ووسائله إضافة إلى تباين الرؤى والخلافات بين وحداته وقياداته فسدر في غيه بل وسعى إلى تعميق الخلاف مما أدى إلى انشقاق جماعة سوبا .ما زاد الأمر سوءا ا تداعيات وتسارع الأحداث في دارفور وما يغيب عن بال الكثيرين - تعمداً أم تجاهلاً - هو أن الحزب الخاسر الأكبر من الحرب في دارفور إذ أنها تمعن في إضعاف الحزب هناك، وتعري فاعليته في التصدي لأزمة تعنيه هو في المقام الأول بحسب آخر انتخابات حرة في 86. ولقد نبهت منذ بداية الأزمة إلى ضرورة انتقال القيادات العليا للحزب إلى إقليم دارفور للوقوف على حل الأزمة بأنفسهم ولكن كل ما فعله الحزب إيذاء الأزمة رحلة ( السيد رئيس ) الحزب إلى دارفور – بعد تدهور الأوضاع وضياع إنسان دارفور - وتقديم تقرير وإقامة ورشة فكرية ومطالبة بمؤتمر جامع لحل الأزمة ؟؟؟؟؟ هذا أمر جيد وممتاز إمتلاك الحزب لرؤية متكاملة وشاملة للحل ولكن من دون ضغط كافي على أطراف النزاع بدارفور ومن دون تحريك الحزب لقواعده وآلياته القوية تصبح الرؤى والأفكار حبراً على ورق وصيحة في وادي قفر .دارفور تعتبر ثاني منطقة من مناطق نفوذ الحزب تعاني من الإهمال والضياع بسبب ضعف القيادات بالحزب ومن قبلها كانت جبال النوبة التي لم يبذل الحزب جهدا يذكر من اجل إنسانها ولم يكلف نفسه عناء محاولة إعانته كما انه لم يحرك ساكنا أمام انتهاكات النظام والحركة الشعبية لحقوق إنسان الجبال الحياتية و لم يتم تناول قضايا جماهير جبال النوبة ومعاناتهم في أدبيات الحزب وما أكثرها , وكأن الجبال لا تقع ضمن خارطة السودان ناهيك عن أنها تعتبر من مناطق الحزب ونفوذه ولنا أن نتساءل ماذا تبقى للحزب بعد أن تجزرت مناطقه وأحرقتها نيران الحروب وذاق أهلها من القتل والتشريد والضياع ما ذاقوا والحزب يقف متفرجا لا يملك إلا مبادرات وبعض أدبيات خجولة .صحيح أن الحزب قد أنجز إنجازات "هائلة" على المستوى الفكري، لكن هذه الإنجازات كلها لم ينجزها سوى شخص واحد هو رئيس الحزب الذي لا يستطيع أحد إنكار دوره الفكري الكبير. وصحيح أيضا أن الحزب يمتلك رؤية آنية لتحقيق السلام والتحول الديموقراطي ورؤية مستقبيلة لكيف يكون السودان لسنوات قادمة وأنجز الحزب أيضا على مستوى الاتجاه نحو المؤسسية بانتخاب مكاتب قيادية. لكن هذه الإنجازات نفسها لم تبرح مكانها وظلت مكانك سر إذ أن الأجهزة التي تكونت بعد المؤتمر العام السادس أجهزة غير فاعلة وتفتقر إلى الكادر المؤهل النشط صاحب العطاء والإنجاز برغم شرعيتها !!!!!. ان معظم الكوادر التي افرزها المؤتمر السادس كوادر غير فاعلة وغير جماهيرية !!! إنها إفراز طبيعي لأيام أليمة حالكة السواد مررنا بها جميعا لم يشهد الحزب مثلها في تاريخه كوادر غير ملمة بتعقيدات العمل داخل اكبر حزب سياسي في إفريقيا والشرق الأوسط حزب له خصوصيته , تنتسب له كافة ألوان طيف الشعب السوداني عرقيا وثقافيا ودينيا ,إن معظم هؤلاء الكوادر لا يملكون من المؤهلات سوا أنهم أهل ولاء لقيادات بعينها ومنهم من تربطه علاقات مصاهرة ونسب وصلة رحم بقيادات أخرى لقد ضاق الحزب حتى صار أشبه بأحزاب البيوتات وكل هذا بعد المؤتمر العام السادس ؟؟!!!! حزب يجمع بين التقليد والحداثة العمل به يحتاج لكوادر من طراز خاص مشبعة بفكر الحزب ومتمرسة على كيفية العمل بداخله ان اقرب كادر مؤهل للسيد رئيس الحزب - بعد وفاة الدكتور عمر نورالدائم رحمه الله - يبعد عن فكر وحركة وجماهيرية السيد رئيس الحزب ألاف السنين الفكرية !!! إنها غربة بحق وحقيقة يعيشها رئيس الحزب داخل حزبه !!!.الوضع الآن : الحزب يمتلك فكر ورؤى ولكن مكانها أرفف ومكتبات الحزب ليست هنالك أجهزة فاعلة تستطيع أن تعمل على إنزال هذه الرؤى والأفكار إلى أرض الواقع ولا يملك الحزب وسائل الضغط الكافية من اجل طرح رؤاه وإجبار النظام وحلفائه الجدد على الأخذ بها أو التفاوض حولها حزب الأغلبية لا يملك ما يستطيع به الضغط على النظام بل يفرض عليه واقع فصل وحدد من قبل آخرين وفق رؤى لا يملك لها سوى الإبصام ونحن نعلم ما يمكن أن تجره هذه الرؤى على البلاد والعباد من ويلات تفاقم الأزمة وتولد المحن .إن بالحزب كوادر بمختلف التخصصات والمؤهلات والمقدرات لا يتم توظيفها والإستفادة منها بل كثير منهم يقف موقف المتفرج لان الحزب تتحكم به مجموعات بعينها ظلت وطوال فترات تاريخية هي المهيمنة بسبب توازنات جهوية ومناطقية وبسبب ولاءات لأشخاص بعينهم .وفي ظل تفاقم الأوضاع وتدهورها وما يلوح في الأفق من نذر بائسة وشريرة فاني أعرض عليكم ما أراه كفيلا بالخروج من حالة التيهان والخمول والترهل المؤسسي والانتقال إلى مربع الضغط والمبادرة الفاعلة :
أولا : الاعتذار لجماهير الشعب السوداني عن كل أخطاء الحزب التاريخية بكل قوة وشجاعة نحن أهل لها كما أن هذا الاعتذار لا ينتقص من مواقف الحزب التاريخية الأخرى الناصعة البياض وإنجازاته في شتى المجالات , انه اعتذار لشعب جدير بالاحترام والتقدير شعب صار مدرسة للصبر والمجاهدة .
ثانيا : العمل على مراجعة أوضاع مقاتلي جيش الأمة للتحرير وإيضاح الرؤية واتخاذ القرار النهائي حول وضعيتهم التنظيمية وتامين سبل الحياة الكريمة لهم مستقبلا .
ثالثا :إقامة المشاريع الاستثمارية والتي تكفل استمرارية الدعم المالي للحزب إلى جانب اشتراكات العضوية وهذه من الممكن أن تتخذ نوعين من الاستثمارات :
أ / استثمارات خاصة بالحزب توفر مواردها المالية من خزينة الحزب
ب / استثمارات مساهمة عامة توفر مواردها المالية من عضوية الحزب
رابعاً : الإسراع في ترتيب أمر العودة للمنشقين ووحده الحزب مع ضرورة إنزال العقوبة الرادعة وإزالة الأسباب التي أدت إلى الانشقاق والاختراق . إن كوادر المنشقين أبناء لهذا التنظيم عمل الحزب على تأهيلهم وتكديرهم وتدريبهم ويعتبرون من أكفاء أعضاء حزب الأمة فكرا وتنظيما وحركة وتضحيات يشهد بها الجميع الأعداء قبل الأصدقاء كوادر انفق الحزب سنين عمرهم من اجل تأهيلهم لا يمكن ان يتركوا هكذا يعانون الضياع نعم لقد اغترفوا ذنبا يجب ان يعاقبوا عليه ولكن ليس طردهم وتشريدهم في وقت نحن في أمس الحاجة لقطف ثمار ما زرعناه في منصرف السنين .
خامساً : لا بد من مراجعة أداء وعمل أجهزة الحزب بعد المؤتمر العام السادس بتدعيم الايجابيات وتصحيح السلبيات لتجاوز العقبات . ومراجعة الموقف السياسي للحزب والعمل على تقويته وتعبئة القواعد وتقوية الرأي العام حوله . واتخاذ الخيارات والآليات الكفيلة بفرضه على الواقع السياسي بتنظيم التظاهرات السلمية بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني الأخرى ومخاطبة الممثليات الدولية ومنظمات المجتمع المدني العالمي .
سادساً : العمل على قيام المعاهد التدريبية والتأهيلية بدار الحزب وغيرها من اجل تكدير عضو الحزب في مختلف التخصصات والمهن فكريا وسياسيا وثقافيا ودوليا .
سابعاً : العمل على دراسة اتفاقيات النظام الداخلية والخارجية , إلى جانب دراسة الاتفاقيات الدولية التجارية والثقافية وتلك المعنية بحقوق الإنسان وتنميته وتثقيف كادر الحزب وتغذيته بها .
ثامناً: وضع الخطط والدراسات التنموية والانثروبولجية والديموغرافية لمناطق الأنصار خاصة والسودان عامة عبر كوادر الحزب المتخصصة وورش العمل من اجل النهوض بإنسان تلك المناطق ونحن إذ نقول ذلك آخذين في اعتبارنا خاصية تركيبتنا الديموغرافية والجغرافية إذ يتمدد كيان الأنصار وعضوية الحزب في مختلف أنحاء السودان وهو دون شك تمدد كفيل بحل كافة مشاكل المناطق - المهشمة - والتي غالبها هي مناطق الأنصار وأعضاء الحزب الذين بخل عليهم الحزب بجهده وأغدقوا عليه بكرمهم وثقتهم ودمائهم في تجرد ونكران ذات يعجز عن وصفه . وذلك عبر إقامة مشاريع تنموية يتم تمويلها من قبل المؤسسات المالية المحلية والبيوتات العالمية وصناديق التنمية العربية والإفريقية والإسلامية ومنظمات الأمم المتحدة .
تاسعاً: تكوين وإنشاء المنظمات التابعة للحزب خاصة في مجال حقوق الإنسان وإرساء قيم وثقافة الديموقراطية والديموقراطية المستدامة كنظام للحكم .
عاشرا : تفويج شباب الحزب وطلابه إلى مناطق الحزب لمحو الأمية والعمل على تثقيف وإشاعة ونشر مبادي وأفكار الحزب وبرامجه . ونشر ثقافة التعايش والتسامح وتعميق روح الانتماء للهوية السودانوية وسط قواعد الحزب .
إحدى عشر : فتح قنوات الاتصال والتفاكر مع الأحزاب خارج السودان إقليميا ودوليا وتبادل الخبرات والتجارب وسبل الأقلمة والتلاقح من غير إستلاب ولا إنبتات ولا تبعية.وأخيرا لا يسعني إلا أن أدعوا المولى عز وجل أن يأخذ بيدنا جميعا من اجل خدمة هذا الوطن وإعادة الأمن والسلام والسكينة إلى أهله والعمل على ترقيته ورفاهيته .
محمد حسن العمدة
حزب الأمة القومي الطائف
في 14 ‏محرم, ‏1426, ‎‏10:01:46 م
23/02/2005م