الأحد، 22 يونيو 2008

الامام الصادق المهدي والخيار الصعب تفاعلات حصان طروادة

الامام الصادق المهدي والخيار الصعب تفاعلات حصان طروادة
‏19 ‏محرم, ‏1429, ‎‏08:52:44 م
محمد حسن العمدة mohdalumda@gmail.com
لا تزال تفاعلات الخبر الذي أسميناه بحصان طروادة والذي قصد منه ( معدوه و محبكوه ) أن يحدث دويا داخل حزب الأمة تتداعى كل يوم فلقد ورد في جريدة الراية القطرية بتاريخ 23/01/2008 خبرا اقتبس منه الاتي :• وعلل المهدي أنه باعتبار أن الأمة لا ينتهج سياسة حمل السلاح.. وأن ذلك يجب أن يأتي بمعادلة مع السلطة، فإن الحزب قبل أن يحمل أفراده السلاح بانضمامهم إلي جهاز الأمن.. باعتبار أن أفراد الحزب هم الأدعي بتوفير الحماية له.• وأشار المهدي بالتالي إلي أن انضمام الأفراد المذكورين إلي جهاز الأمن يتعلق بخدمة الحزب وأهله.• وفيما يتلعق بنجل رئيس الوزراء السوداني السابق، بشري ، قال الصادق المهدي إن نجله يعمل علي حماية الحزب، وأنه كان من اللازم ضمه إلي صفوف القوات المسلحة، لكن جري ضمه إلي جهاز الأمن، مشيرا إلي أن هذا الوضع غير صحيح، وأنه من الواجب تعديله بضمه إلي القوات المسلحة• بيد أن المهدي أصر في الوقت نفسه علي ضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية السودانية بحيث تكون قومية، ولا تتناقض مع الديمقراطية .. وبين المهدي بأن الأمة يعمل علي مراقبة هذه الأجهزة عن كثب، ويحرص علي أن تخضع للقوانين وألا تتناقض مع حقوق الإنسان.انتهى الاقتباس ...المستخلص من هذا الخبر هو الآتي :1 / إن مؤسسات حزب الأمة قد ( ناقشت ) أمر حماية قيادات الحزب وانه طالما أن الأمر لا يتم إلا وفق ( انضمام الأفراد الأمنيين ) بالحزب إلى جهاز الأمن فقد أجازت ( المؤسسات ) مسالة الانضمام إلى جهاز الأمن ..2 / أن الانضمام إلى جهاز الأمن وبحسب رؤية الإمام الصادق المهدي قصد به ( خدمة لحزب الأمة وأهله ) وهي هنا حماية الحزب ..3 / أي أن الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة أكد أن الخبر الذي أطلق عبر الصحف اليومية وتناولته الأقلام ما بين مؤيد ومعارض هو خبر ( كامل الصحة مائة في المائة ) أي أن السيد بشرى الصادق المهدي هو الملازم أول امن بشرى الصادق المهدي ..4/ أوضح الإمام بان انتماء أفراد من حزب الأمة إلى جهاز الأمن يعتبر ( خطا واجب التصحيح ) ...5 / التصحيح المطلوب هو أن يتم (ضم بشرى إلى القوات المسلحة السودانية ) ..6 / أمن الإمام على أن المؤسسات الأمنية الموجودة الآن هي مؤسسات ( غير قومية ) ..هذا ما قرأته بجريدة الراية القطرية وفي الحقيقة لقد لمست بعض التناقض في الخبر ولا ادري هل هو عدم دقة في الصياغة من قبل معد الخبر التقرير أم فعلا أن هذا هو ما قيل في المؤتمر الصحفي وذلك لان هنالك حديثا عن ( إجازة الحزب ) والمعني هنا مؤسسات الحزب التشريعية أي ( المكتب السياسي ) وما اعلمه كمتابع لما يدور بحزب الأمة أن المكتب السياسي لم يجيز مثل هذا الأمر لا سابقا ولا حاليا ولكن ربما المقصود هنا هو تلك ( الجهة الأمنية ) ( سيوف النصر ) المسئولة عن امن قيادات الحزب !! ربما ..أيضا هنالك تناقض آخر وهو القول بان الانضمام إلى الأجهزة الأمنية قصد به خدمة الحزب وأهله ثم الإقرار بان انضمام بشرى إلى جهاز الأمن خطا واجب التصحيح !! وهذا يقودنا الى اختبار حقيقي حول أهداف حزب الأمة القومية ومدى تمسك الحزب بها وفيها سر تميزه وتفرده وسط أقرانه وأنداده من الأحزاب الأخرى فهل تقلصت أهداف الحزب إلى خدمة حزب الأمة وأهله فقط ؟!! وفقط من اجل أن بشرى الصادق المهدي قد تم تعيينه بجهاز الأمن والمخابرات ( المعروف ) وإذا كان كذلك فلماذا تم من قبل رد حجة مجموعة السيد مبارك الفاضل بأنهم إنما قصدوا من المشاركة خدمة جماهير حزب الأمة وتم الرد حينها بأننا حزب نسعى إلى خدمة كل أهل السودان وليس جماهير حزب الأمة ومناطقة فقط فإذا كان حسن النية المفترضة في حالة بشرى هي نيته خدمة الحزب وأهله فان نفس المنطق يحول إلى مجموعة مبارك بتثبيت حسن النية لهم وبالتالي إقرار مبدأ عام هو توفر حسن النية عند كل عمل خاطي ينجي صاحبه من المساءلة ولنا أن نتوقع ( الجيوش ) التي يمكن ان تبرر لاحقا أخطائها وتتعلل بحسن النية !! .. والأغرب من ذلك هل فعلا تتم ( خدمة حزب الأمة وأهله ) من داخل الأجهزة الأمنية للنظام ؟؟ إذا كان ذلك كذلك فانا أدعو من انضم إلى جهاز الأمن بشطب او إلغاء كافة الإجراءات التي اتخذت في حق صحيفة صوت الأمة ورئيس تحريرها الأستاذ صلاح عووضة والأستاذة الأنصارية لنا مهدي صاحبة عمود حروف حرة ..!!!إذاً اتفقنا جميعا ان انضمام بشرى الصادق المهدي خطأ بل وخطئاًً فادحاً بدليل اقتراح الإمام بتحويل الملازم أول بشرى إلى القوات المسلحة بدلا عن جهاز الأمن وبالتالي تحويل بقية القوى الأمنية لحزب الأمة إلى القوات المسلحة !! وهذا الأمر يمكن نقاشه من أكثر من جانب :الجانب الأول والاهم مبدئي متغلغل في أفكار وبرامج حزب الأمة نفسه والتي ظل يطرحها عبر جميع العهود وهو أن تكون مؤسسات الدولة جميعها العسكرية والمدنية مؤسسات قومية وضرورة أن تبتعد الأحزاب السياسية عن اختراق هذه الأجهزة والمؤسسات دفعا إلى استقرار دولاب العمل المدني والعسكري في البلاد وكان انتقاد الإمام الصادق المهدي للسيد بابكر عوض الله رئيس القضاء الأسبق ورئيس وزراء 25 مايو لتعامله وفق انتماء سياسي في حادثة طرد نواب الحزب الشيوعي باعتباره رئيسا للقضاء ومنتمي للحزب الشيوعي السوداني وعمله على دعم وتعضيد انقلابيي مايو وهو ما أكده السيد عوض الله نفسه ( راجع أخبار اليوم تاريخ 22/01/1427 ) ..أيضا انتقاد حزب الأمة للجبهة الاسلاموية باختراقها للقوات المسلحة وانقلاب 30 يونيو 1989 م ..فهل تراجع حزب الأمة عن مناداته بقومية الأجهزة الحكومية فقط لان بشرى الصادق المهدي تم تعيينه ملازما أول بجهاز الأمن الوطني والمخابرات ؟؟ الجانب الثاني هو مدى التوفيق بين الإنتماء للمؤسسة الأمنية أي كانت وبين الانتماء الحزبي ... بين الوفاء بالقسم لحماية البلاد بأثرها وبين حصر المهام في حماية قيادات حزب الأمة وخدمة أهل حزب الأمة !! وما ذنب دافع الضرائب في ان يؤمن حياة قيادات حزب الامة في الوقت المفترض توقعه عودة ما يدفعه في شكل خدمات للمواطن ؟؟ الجانب الثالث هو فتح الباب على مصراعية للقوى السياسية الأخرى بالدفع بعضويتها الى القوات المسلحة ولنا أن نتصور ما يمكن إن يجر الى البلاد من ويلات في ظل السماح ( بعربدة ) القوى السياسية داخل القوات النظامية !!لنصبح كل يوم على أنغام الموسيقى العسكرية وانقلاب جديد في كل فجر جديد !! الجانب الرابع هو سماح قانون القوات المسلحة وجهاز الأمن الوطني والمخابرات بمثل هذه التنقلات لعضوية الأحزاب السياسية تلبية واستجابة لطلبات زعماء القوى السياسية وإذا كانت القوات المسلحة تستجيب لطلبات القوى السياسية لانصاعت لما كان يسمى بالقيادة الشرعية بالتجمع الوطني الديمقراطي !!أقول إن تصحيح الخطأ بخطأ آخر أمر خطا وذلك يستوجب عدة إجراءات على الحبيب بشرى الصادق المهدي ومن معه اختيار احدها :• إما الاستقالة من حزب الأمة القومي والالتحاق إلى أي الأجهزة العسكرية يشاء وهذا حقه ...• او الاستقالة من جهاز الأمن أو القوات المسلحة والاحتفاظ بعضويته في الحزب ومؤسساته وفي هذه الحالة على مؤسسات الحزب أن تعمل على تطبيق اللوائح التنظيمية في محاسبة العضوية في مثل هذه الحالة • او الفصل من حزب الأمة القومي ومؤسساته ...اقو ل ان الكرة لا تزال في ملعب حزب الامة القومي ومؤسساته وبيد كل من الحبيب الامام رئيس الحزب وبشرى الصادق المهدي لإفشال المخطط الذي رسم من اجل استغلال هذا الأمر من قبل الجهات المسربة للخبر من داخل الجهاز ومن داخل النظام فأمر كهذا قطعا إذا لم يجد من يدعمه من أعلى السلطة ما كان له ان يجد طريقه الى الصحف وذلك لان المؤسسات الأمنية تحكمها قوانين صارمة وما كان لقيادة الدولة ان تتجاوز هذا الأمر بعين الرضا والإستحسان السكوتي إذا لم يكن هنالك ( ضهر قوي ) هو الذي سرب هذه الأخبار أملا في أحداث فرقعة داوية داخل حزب الأمة القومي وبين الحزب وبقية القوى السياسية .. إلا إذا كانت هنالك بقية بنود اتفاق مجهول لا تعلم به ؟؟؟أقول نحن نثق في وطنية وأخلاق بشرى الصادق المهدي وهذا الأمر لا جدال فيه ولكن اللوائح هي اللوائح والعمل المؤسسي هو ما أفنى فيه السيد رئيس الحزب عمره من اجل تحقيقه وتطبيقه الآن كل السودان ينتظر ما سيمكن اتخاذه من جهة رئيس الحزب على وجه التحديد ومن مؤسسات حزب الأمة القومي وبترقب أكثر من عضوية الحزب ... وأهلنا في جنوبنا الحبيب لديهم تقليد جميل جدا وفيه عبر وذلك عند مخالفة رأي القبيلة لرأي زعيمها فهي لا تجادله ولا تعارضه ولكنها ليلا ( تلملم ) أغراضها وتترك له الديار ميممة وجهتها إلى موطن جديد بعيدا عن زعيمها .والمحك والامتحان الصعب هو :هل سينحاز رئيس الحزب إلى فكره ومبادئه ومؤسساته ولوائحها ؟؟ أم ستجذبه نوازع الأبوة وعاطفتها ؟؟ فتلملم جماهير الأنصار وحزب الأمة أغراضها وترحل إلى تكوين حزب آخر تحقق فيه أشواقها وتطلعاتها حيث الكل سواسية أمام اللوائح تاركة الحزب للزعيم وأهله .

هناك تعليق واحد: