الأحد، 22 يونيو 2008

سارة الفاضل .... نساء صنعن التاريخ
09/02/2008L
محمد حسن العمدة

mohdalumda@gmail.com
يقال ان الرجال مواقف ولكن التاريخ يحدثنا بان هنالك ايضا نساء مواقف حطمن هذه القاعدة الذكورية واثبتن ان النساء هن المواقف وهن صناع التاريخ ولقد تولى الله سبحانه وتعالى حفظ هذا التاريخ وتدوينه في قران يتلى آناء الليل وأطراف النهار يعتبر اكبر حجة لمن يقولون ان النساء ناقصات عقل ودين ؟!!!! نساء سطرن التاريخ بأحرف من نور بكمال عقلهن ودينهن فكانت امرأة فرعون التي علمت بنات جنسها معنى الصمود ضد الظلم والجبروت مهما بلغ من قوة السلطان وباسه وظلمه .. كذلك كانت بلقيس ملكة سبأ المرأة التي حكمت أهلها بقيم الشورى والديمقراطية ووقفت ذكراها و تجربتها سدا منيعا في وجه كل من أراد النيل من المرأة وما تحمله من طاقات نووية وعزيمة قوية استطاعت أن تخلق بها بلقيس دولة عظيمة وان توتى من كل شي ما لم يكن لسيدنا سليمان بكل ما له من تسخير للجن والإنس ..
ونقرا في التاريخ أيضا أن نساء مثل أماني ريناس ( الكنداكة ) ملكة شعب النوبة العظيم التي استطاعت ان تخرج الرومان من بلادها وان تقف سدا منيعا ضد محاولاتهم المتكررة للعودة لأطماعهم في احتلال ارض النوبة .. وحفيداتها أمثال مهيرة بت عبود و رابحة الكنانية التي خاطرت بنفسها وتحدت المكان والزمان والسلطان غير آبهة في سبيل نصرة أبناء جلدتها الثائرون ضد الظلم والقهر فأسست احدث وأول جهاز استخبارات للدولة السودانية الأولى ..
ورثت السيدة سارة الفاضل عليها الرحمة كل ذلك وتقدمت بنات جنسها وسطرت بأحرف من نور تاريخ جديد للمرأة السودانية وقدمت نموذج للعالم اجمع عن قوى وإرادة حواء التي يتهمها المنكفئة بأنها ناقصة عقل ودين ؟؟!!
شهدت بذلك كل مواقفها ضد النظام المايوي المباد .. وكانت غصة في حلق المغتصب صعب معها ابتلاع البلاد بواسطة النظام المايوي وقفت مع الأنصار في ود نوباوي والجزيرة أبا واحتضنت ثوار 76 والذين وصفهم الإعلام المايوي بالمرتزقة وصمدت أمام محاكمه في شجاعة منقطعة النظير وعلمت وتعلمت معهم وبهم معنى الصمود والخلود دعما للحق ونصرة للوطن تحملت طوال خمسة عشر عاما شتى أنواع الإرهاب والعنف ولم تلين لها عزيمة وكانت خير معين لزوجها في كل ما لاقاه من عنت وظلم وتعذيب وسجن من قبل النظام المايوي والنظام الحالي استطاعت بصبرها وقوى شكيمتها ان تحافظ ليس على أسرتها التي ما ذاقت طعم الراحة يوما بل حافظت كذلك على كل القيم السودانية في أمومة منقطعة النظير .. أحاطت بحنانها كل الأسر الأنصارية والسودانية التي ضاقت بأربابها معتقلات الأنظمة العسكرية وزنازين النظم الشمولية كانت تتفقد كل اسر المعتقلين وتقف على احتياجاتهم للدرجة التي حطمت معها القاعدة التي تقول فاقد الشي لا يعطيه حيث أنها كانت تفتقد الأمان في بيتها الذي لم تكف عنه زيارات الأجهزة القمعية في ترف وكرم بالغ !! مروعة كل من بداخله إلا أنها كانت بحنانها تلهم الأمن وتمنح الطمأنينة لأبناء شعبنا عامة قبل سكان بيتها الخاصة .. في عيادتها لمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية قبل عامين بقصد العلاج ورغما من ما تعانيه من آلام المرض لم تنسى السيدة سارة أبنائها من فقراء ومساكين الشعب السوداني فعلمت على تأسيس المجلس الأعلى للأعمال الإنسانية أي تجرد هذا وأي نكران ذات وإيثار أكثر من ان يفكر الإنسان / الإنسانة في غيره/ها وصحته/ها ورعايته وهو نفسه على سرير المرض ؟؟! من أي صلب أنتي يا سارة ؟ !! تعانين المرض وتفكرين في غيرك !! ولعمري هذه أمومة كاملة الحنان في تفرد بديع ونكران ذات قل ان نجده في زماننا هذا ولكن كيف لا وهي حفيدة الإمام عبد الرحمن المهدي أب السودان ومحقق عزته وكرامته واستقلاله كيف لا وهي زوجة الإمام الصادق المهدي الرجل الذي إن وضعت السلطة في يمينه والمال علي يساره ليترك حبه للإنسان وحرياته وكرامته ما ترك هذه القيم السامية النبيلة قيم وأخلاق الأنبياء ومحبي وعشاق الحرية والديمقراطية والسلام .. ألا رحم الله السيدة سارة الفاضل رحمة واسعة وادخلها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والهم أهلها وذويها الصبر وحسن العزاء وحقا إن العين لتدمع والقلب ليخشع ولكن لا نقول ما يغضب الله

ليست هناك تعليقات: