الأحد، 22 يونيو 2008

الانتباهة بحاجة الى نباهة

الانتباهة بحاجة الى نباهة
محمد حسن العمدة
mohdalumda@gmail.com
طالعنا بصحيفة الانتباه الصادرة في يوم 21/01/2008 خبر مفاده الآتي :
قالت مصادر خاصة لـ(الانتباهة)، إن تفاعلات مشاركة حزب الأمة في الحكومة وأجهزتها لا تزال متصلة وساخنة داخل الحزب، ففي الوقت الذي التأم فيه المكتب السياسي بعد عودة السيد الإمام الصادق المهدي من لندن، شهد الاجتماع حديثاً عاصفاً لم يعهده السيد الصادق من قبل حول التحاق ابنه بجهاز الأمن الوطني .

انتهى الاقتباس من جريدة الانتباهة ..
الخبر أعلاه لا يحتاج إلى كثير تدقيق من قبل القارئ العادي حتى يكتشف ما فيه من عدم مصداقية وأمانة تعتبران من بديهيات العمل الصحفي ومن أهم الصفات التي ينبغي توفرها في اصغر كادر صحفي ان لم يكن في مرحلة الدراسة بعد .. والغريب والمدهش في نفس الوقت ان نسبة الغباء في الخبر عالية جدا بحيث لم يفطن معد و ( محبك ) الخبر إلى سهولة تكذيبه في زمن انقشعت فيه سحابة التقييد والحجر على الصحافة وبات من السهولة على أي حزب إصدار بياناته لتبيين مواقفه تماما كما فعل حزب الأمة القومي عندما بادر إلى إصدار بيان بعد ثلاثة أيام فقط من ( تسريب ) الانتباهة لتعيينات كوادر جهاز الأمن الوطني والمخابرات ونشر كشوفات التعيين على الملا من خلق الله !! دون أن تواجه جريدة الانتباهة بملاحقات الجهاز الأمني المعني البالغ الحساسية ( رغما عن خبرته في الملاحقات الأمنية للقوى المعارضة ) بل ولم توجه ضدها أي دعوى قضائية من قبل الجهاز ( رغما عن كثرة القضايا المرفوعة ضد الصحف الوطنية الأخرى ) وهذا لا يهمنا كثيرا طالما أن ( توجه ) الصحيفة معروفا لدى الجميع ... ولكن ما يهمنا هو ( فضح ) جريدة الانتباهة مروجة الخبر الإفك رغما عن إصدار حزب الأمة القومي لبيانه المؤكد لرفضه المطلق لأي مشاركة في النظام الحالي إلا وفق شرطين بتحقيقهما تتم إزاحة النظام الحالي وتحوله إلى نظام ديمقراطي وفق إجماع قومي حقيقي أو عبر انتخابات حرة ديمقراطية نزيهة وفق مراقبة دولية وأيضا يكون قد تحول النظام من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي قد لا يكون للمؤتمر الوطني اثر .. حتى على قائمة القوى السياسية بعد هذه الانتخابات ..
هذا الموقف الواضح والمتميز لحزب الأمة القومي منذ انقلاب الثلاثين من يونيو هو ما سعى خبر الانتباهة إلى التشويش عليه أولا بتسريب خبر ( قرار تعيين ) الملازم أول أمن بشرى الصادق المهدي ومن ثم الترويج لما أسمته الانتباهة ( تفاعلات مشاركة حزب الأمة ) أي أنها تروج لان المشاركة أصبحت أمرا واقعا ومتفاعلا داخل حزب الأمة !! هكذا بكل عدم أمانة وللمزيد من ( الحبكة ) أعلن وروج أيضا عبر بعض الصحف الأخرى والإشاعات إلى خبر تعيين الدكتورة مريم الصادق وزيرة بوزارة الشئون الاجتماعية وهو ما بادرت الدكتورة إلى نفيه بإصدار بيان عاجل حسم الأمر وجعلت مروجيه يعضون أصابع الندم على فعلتهم !!
رغما عن إصدار حزب الأمة لبيانه النافي لأي مشاركة مع النظام الحالي ورغما عن إصدار الدكتورة مريم لبيانها النافي لما تردد عن مشاركتها إلا أن صحيفة الانتباهة لم ( تنتبه ) مع سبق الإصرار والترصد بل عملت على إضافة المزيد من ( البهارات ) هذه المرة أملا في ( تظبيط ) الحبكة فعمدت إلى الكشف عن اجتماع للمكتب السياسي لحزب الأمة وبحضور الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب !! مع إضافة بعض الإثارة مثل قولها في الخبر (شهد الاجتماع حديثاً عاصفاً لم يعهده السيد الصادق ) تماما كما تفعل دور العرض السينمائي من كتابة كلمات الإثارة والعنف للمزيد من الجمهور !! والحقيقة التي كان من المفترض أن تعلمها صحيفة ( الانتباهة ) بحكم أنها صحيفة وتهتم بنقل الأخبار المتأكد من صحتها وعبر مراسليها .. أن تعلم قبل غيرها أن الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي لم يكن موجودا بالسودان حين اجتماع المكتب السياسي وإنما كان بالدوحة لحضور اجتماع مجلس أمناء المنظمة العربية للديمقراطية ولكن للأسف هذا حال ( بعض ) صحفنا بقيادة جريدة الانتباهة الغير مسئولة لا تجاه المهنة الصحفية واخلاقياتها ولا تجاه القاري الكريم وحقه في امتلاك المعلومة الحقيقية والصادقة الخالية من الأغراض .. ورغما عن ابتعاد السيد رئيس حزب الأمة القومي عن ما يحدث في الداخل وما تقوم به ( صحف ) الانتباهة إلا انه صرح تأكيدا لما أصدره حزبه بان لا مشاركة مع النظام وان المفاوضات التي تجرى الآن لا علاقة لها بأي مفهوم للمشاركة أي أنها مفاوضات لا تصب في مشاركة النظام وإنما تصب نتائجها النهائية في المؤتمر الجامع الذي يجمع فيه أهل السودان عامة على مستقبل بلادهم .. كما أوضح أن جميع ما يتفق عليه بين المؤتمر الوطني الحزب الحاكم وحزب الأمة القومي وما يتفق عليه مع بقية القوى السياسية سوف ينشر على كافة أهل السودان تماما كما اشرنا في مقالنا حصان طروادة إلى تجربة حزب الأمة في عقد اتفاقات مع القوى السياسية المعارضة للنظام ومن ثم تجميعها في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية ونشر كل الاتفاقيات على الشعب السوداني .. فحزب الأمة القومي معروف بأنه الحزب الوحيد في البلاد الذي يهتم بمسالة التوثيق والنشر والشفافية والصدق في الطرح والرؤية ولذلك تشد عليه الحملات الآن والاعتقالات سابقا لا لشيء لا لأنه حزب صاحب مبادي وقيم لا يلين ولا يكرى ولا ( يكشكش ) له ..

ليست هناك تعليقات: