الاثنين، 27 أبريل 2009

مؤتمر الامة القومي السابع : الجمرة بتحرق الواطيها ( 2 )

ثالثا :
مناقشة خطابات :
أ / رئيس الحزب ..
لقد جاء خطاب رئيس الحزب يحمل بين سطوره كثير من القضايا بل والاتهامات للحزب كان واجب على المؤتمرين التحقيق فيها واصدار صكوك ابراء ذمة سوا كان بتأكيد ما جاء في خطاب الرئيس او دفاع الحزب عن نفسه اذ ليس من المعقول بعد كل هذه السنين من عمر الحزب نكتشف ان اكبر حزب سياسي ندعي بأنه الأقدر على إدارة البلاد ثم لا يكون من بين عضويته من يستطيعون إدارة البلاد بل فقط ( 20 ) عشرون عضواً من حزب الملايين هم المؤهلون لإدارة البلاد والحزب ... هل يعقل هذا ؟؟ اوليس بالحزب قيادات تستطيع إدارة الحزب ناهيك عن السودان سوا عشرون فقط ؟؟؟ وهل كل السنين السابقة التي عارض وحكم فيها الحزب لم يكن يدير ويحكم ويضع البرنامج سواء رجل واحد فقط هو رئيس الحزب ؟؟؟ هل فعلا كنا طوال هذه السنين حزب الرجل الواحد كما يقول منتقدي الحزب ؟؟ وما هي المعايير والمقاييس التي توصل بها السيد رئيس الحزب الى هذه الحقيقة المؤلمة والمفجعة ؟؟؟ وهل صحيح ان المركز العام لحزب الأمة هو ملك خاص بالسيد رئيس الحزب ؟؟ ولماذا لم يعمل الحزب طوال السنين الماضية ان يكون له دارا خاصة للحزب ؟؟ وماذا عن الذين يتحدثون عن أنهم شاركوا وساهموا بأموالهم في نفير عمل من اجل شراء الدار ؟؟ ولماذا لم تذهب اموال هؤلاء لشراء الأصل الأرض وذهبت لشراء أثاث قابل للتلف والتغيير والمصادرة ؟؟ والأغرب من كل ذلك لقد قرر السيد رئيس الحزب أنهم سوف يعملون على برنامج حدده تفصيلا مثل تثبيت انجازات النظام والعمل على تغيير الإخفاقات والممارسات الخاطئة هذا إجراء صحيح ولكن اوليس كان من الأفضل ان ينتظر السيد رئيس الحزب انتهاء المؤتمرين من جلساتهم ليقرون بما جاء بخطاب الرئيس ؟ فما فائدة نقاشهم اذا كان ما سوف يتم قد تقرر فعلا في خطاب الرئيس في جلسة المؤتمر الافتتاحية ؟؟!! هل هذا تثبيت حقيقة لان برنامج الحزب لم يكن يضعه غير الرئيس ؟؟ وهل هذا صحيح ؟؟ هل كل قيادات الحزب من حمله الدكتوراه لم يكونوا سوا كومبارس من حول الرئيس ؟؟ اذا كان هذا صحيحا فعلى هؤلاء القيادات والكوادر الاستقالة فورا من الحزب وان لم يكن صحيحا فعلي الرئيس الاستقالة والاعتذار إلى هذه الكوادر ..
ب / مناقشة خطاب الهيئة المركزية:
وهذا تحديدا فرض عين لان هنالك تأخيرا غير مبرر لانعقادها واختيار واستكمال أجهزتها قد تم والذي لم يكتمل الا بعد انتهاء شرعية المؤسسات أي في العام 2007 فواجب معرفة أسبابه ومحاسبة المقصرين فيه وذلك لان الدستور ينص على انعقاد الهيئة فور انتهاء جلسات المؤتمر العام لانتخاب رئيسها ومقررها والمكتب السياسي والأمين العام ثم تجتمع بعد عامين في دورة عادية لمراجعة الأداء وإجازة اللوائح والخطط والسياسات ولكن كل ذلك لم يتم وتم الاستعانة بها عند الحاجة فقط لتمديد فترة الأجهزة مع العلم بأنها نفسها حين الانعقاد كانت منتهية الصلاحية ..
ج / مناقشة تقرير المكتب السياسي :
والذي لم نشهد له انجازا طوال الدورة السابقة سوا في عمله المؤيد للجهاز التنفيذي او المعارض او في سن اللوائح والقوانين لقد وجهت مجموعة مقدره من كوادر الحزب خطابا تناولوا فيه دور المكتب السياسي وعمله وانتظروا كثيرا ردا من رئيس المكتب السياسي وأخيرا ضاعت آمالهم أدراج الرياح لقد وضح ضعف وهشاشة المكتب السياسي في تعامله مع الكثير من الأزمات التي مرت على الحزب وليس أقلاها استقالة نائب الرئيس وقرارات لجنة الرقابة والتي لم يجيز ولم يناقش المكتب السياسي لوائحها أيضا كانت هنالك عضوية على درجة كبيره من الهرجلة داخل المكتب السياسي وكانت تصدر أصواتاً مزعجة كان من المفترض ان تكون على قدر المسئولية الملقاة على عاتقها فالمناصب تكليف وليست تشريف وكان يفترض وجود لوائح تنظم العمل وتحاسب داخل المكتب السياسي ..
د / تقرير الأمانة العامة عن الفترة المنتهية:
.. ومعرفة المعوقات في الأداء التنفيذي وإمكانية تفاديها مستقبلاً .. فعمل الأمانة العامة يعتبر صفرا كبيرا في تاريخ العمل بحزب الأمة ولم نرى شيئا ملموسا من عمل الأمانة بل رأينا الكثير من التخبط والغياب التام لأمانات بالإضافة الى عجز الحزب في إصدار جريدته الوحيدة جريدة صوت الأمة بصورة مستمرة وعجز عن حلحلة مشاكلها المالية وكانت الخاتمة سيئة بكل المقاييس .. ويكفي ان الدكتور الراحل عبد النبي علي احمد الامين العام كان كثيرا ما يشاهد راجلا لعدم وجود عربة خاصة بالأمانة العامة تعينها في أداء مهامها فإذا كان هذا حال الأمانة على المستوى المنظور فماذا عن المجهول ؟؟ وهل عجزت عضوية الحزب ان تملك أمينها العام وسائل تعينه على أداء مهامه ؟؟
رابعا : مناقشة مالية الحزب:
وخاصة مالية المؤتمر العام من حيث الإيرادات والمصروفات فلا احد من المؤتمر العام يعرف حتى الآن من أين تم تمويل المؤتمر العام .. صحيح في خطاب الرئيس تمت الإشارة الى بعض الموارد ولكنها ليست كلها على الإطلاق إضافة إلى مناقشة مالية الحزب خلال الفترات السابقة أيضا مبهمة ولا احد يعرف عنها شيئا وكان من المفترض أن تقدم أمانة المال خطاب ميزانية شافي وكافي لعضوية المؤتمر ..
خامسا : مناقشة منجزات وإخفاقات الحزب في الفترة الماضية على درجة كبيره من الأهمية اذ أنها على الأقل سوف تضع حدا لعبث اللوبيات في العمل الحزبي وسوف يعلم كل لوبي يريد العمل في الحزب ان هذا الأمر تكليف لا تشريف وانه سيأتي اليوم الذي يحاسب فيه حسابا عسيرا .. فتيار الدكتور ادم مادبو الذي كان مسيطرا على العمل التنظيمي والتشريعي قد فشل فشلا كبيرا في الأداء وأحدث ترهلا مهولا في عمل الأجهزة وقد كانت عنتريات ابن الدكتور المدلل المهندس مادبو هي السمة المميزة والشاذة في عمل حزب الأمة القومي طوال الفترة من المؤتمر السادس وحتى تجميد عضويته والغريب ان أمر التجميد قد مر عليه على الرغم من انه تنظيميا أعلى منصبا وموقعا من لجنة المراقبة وضبط الأداء لأنه عضو جهاز تشريعي هو الثالث في الحزب بينما لجنة الرقابة هي جهاز عن الحاجة فقط !!
قبول الدكتور ادم مادبو نائب الرئيس ومن بعده ابنه المهندس مادبو لقرارات لجنة الرقابة والضبط هي دليل آخر علي خواء المنهج والفكر لهذا التيار وقد كان هذا واضحا طوال الدورة السابقة فكل ما رغب فيه رئيس الحزب وجهازه التنفيذي قد تم ودون علم المؤسسة التشريعية في الغالب .. لقد وضح انه في وقت العنتريات فان تياري الشيعة والمناكفة – ال البيت ومادبو – هم الأعلى صوتا وفرقعة ولكن في وقت العمل والفكر نلاحظ اختفاء وغياب تام إلا ممن رحم ربي وهم قلة معروفون بكتاباتهم بيننا ..
مغالطات ومكابرة :
لم تناقش أوراق العمل والبرامج وتوصيات القطاعات من قبل المؤتمرين ولكننا نفاجأ بصدور البيان الختامي وفيه مغالطات وتضليل للرأي العام ويقول بإكمال المؤتمر العام لمهامه وإجازته لجدول أعماله جاء في البيان الختامي الآتي :
رابعا: فيما يتعلق بالبرنامج: فجر جديد لسودان عريض:
أمن المؤتمر العام على برنامج "فجر جديد لسودان عريض" والذي يحتوي على إحدى عشر بابا هي: البطاقة الفكرية- البطاقة السياسية- قضايا السلام و الوحدة الوطنية- الحقوق والتنمية الاجتماعية- الاقتصاد والتنمية- الخدمة المدنية والقوات النظامية- برنامج المجتمع المدني- الثقافة و الآداب و الفنون والرياضة- الشئون الدستورية والقانونية وحقوق الإنسان- الاتصالات- العلاقات الخارجية )
انتهى الاقتباس
الحقيقة صحيح أن البرنامج قدم للمؤتمر من لجنة البرنامج ولكن المؤتمر لم يجيز هذا البرنامج ولم يلقى حظه من النقاش كما الهيكلة والدستور والغريب أكثر أن يصدر بيان مزيل بتوقيع حزب الأمة القومي يحمل مغالطات الكل يعرف ببطلانها وعلي سبيل المثال تحدث البيان عن ( مؤتمر للطلاب ) والكل يعرف حتى خارج المؤتمر ان الطلاب كانت لديهم مشكلة مستعصية حالت دون انعقاد المؤتمر العام لقطاعهم ولكننا نجد دونما أدنى خجلة او رمشه عين فقرة في البيان تتحدث عن انعقاد مؤتمر الطلاب ؟!! (أما على الصعيد القطاعي فقد انعقدت مؤتمرات قطاعية شملت قطاعات: المهجر- المرأة- الطلاب - المهنيين- الفئات ومثل كل من هذه المؤتمرات مؤتمرا موازيا من حيث المشاركة الديمقراطية والقضايا المثارة من برامج تنظيمية ومهنية وبرامج عامة ) لم ينعقد أي مؤتمر للطلاب قبل انعقاد المؤتمر العام للحزب ولكن تمت تسوية لطرفي الصراع في صبيحة اليوم الثالث للمؤتمر العام كان يفترض ان يتم توضيح هذا الأمر كما هو و بيان كهذا صادر من الحزب وفي هذا الوقت كان يفترض ان يتحرى الدقة والمصداقية في كل حرف يكتبه لا ان يكون من باب الحشد والتضخيم لأمور لم تتم ويعلم الجميع بها ولكن المزايدات وادعاء الكمال لتغطية العجز هو الدافع الحقيقي وراء هكذا تهافت ..

ليست هناك تعليقات: