الأربعاء، 15 أبريل 2009

هل باع النظام السوداني حزب الله وحماس الى المخابرات المصرية والموساد ؟؟

محمد حسن العمدة
mohdalumda@gmail.com
راميريتز سانشيز او كارلوس .. مواطن فنزويلي شهير لقب بابن آوى القي القبض عليه بواسطة وكالة الاستخبارات الفرنسية في العام 1994م بالعاصمة السودانية الخرطوم والتي كانت في تلك الفترة تشهد نشاطا محموما لتجمع المنظمات العالمية المعروفة بمناهضتها لأنظمتها وللولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على وجه التحديد كان الستار آنذاك هو ما عرف بالمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي العالمي الذي أسسه الدكتور حسن الترابي المرشد العام لجماعة الجبهة الاسلاموية الحاكمة بالسودان.. بعد سيناريو القبض على كارلوس بأقل من عام واحد فقط وقبل افتتاح القمة الإفريقية بأديس أبابا جرت المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك عبر الجماعة الاسلامية بمصر واستطاع ثلاثة من منفذي المحاولة الهروب الى السودان واللجوء الى زعيم تنظيم القاعدة المتواجد حينها بالسودان .. بعد ذلك أشارت التحقيقات إلى دور للخرطوم في المحاولة الفاشلة مما أثار غضب القاهرة وجعلها تضع يدها بالكامل على مثلث حلايب السودانية في العام 1995م .. سبباً آخر ربما شجع النظام المصري إلى احتلال حلايب وهو وضع النظام السوداني ليده على المؤسسات التربوية والمائية المصرية بالسودان .. محاولة الاغتيال الفاشلة وتضييق الخناق والهجوم على موظفي السفارة الامريكية بالخرطوم مما أدى الى إخلائها لاحقا قادا الى المزيد من إحكام الخناق على الخرطوم خاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن بإدانة محاولة الاغتيال ومطالبة الخرطوم بتسليم المتهمين الفارين إلى السودان ... وجدت الخرطوم نفسها في انحباس دبلوماسي جديد فكرت معه عبر وزير خارجيتها السابق علي عثمان طه و النائب الثاني الحالي لرئيس الجمهورية فكرت في تسليم زعيم القاعدة ( والإرهابي الأول عالميا اليوم ) أسامة بن لادن الى الولايات المتحدة او المملكة العربية السعودية إلا ان كلا الدولتين لم ترغبا في استضافة بن لادن .. عرض صفقة تسليم بن لادن كان محاولة أخرى من النظام من اجل إيجاد نفاج ( كوة ) يستنشق بها الهواء مع المجتمع الدولي خاصة ان بن لادن تمدد داخليا وبات مصدر إزعاج للسلطات السودانية وتحديدا بعد سلسلة من الأعمال الإرهابية استهدفت مساجد وأحياء بالعاصمة السودانية وبات يشكل خطرا حقيقيا على النظام فكان تقديم العرض بمثابة ضرب عصفوران بحجر واحد الا ان بن لادن حينها لم يكن يشكل خطرا حقيقيا للإدارة الأمريكية رغم انه كان على قائمة المطلوبين لديها .. وفي اجتماع مع موفد الخرطوم بواشنطن اللواء الفاتح عروة قدم ممثلوا وكالة المخابرات الأمريكية مطالب محددة من الخرطوم أهمها ما يتعلق بأسامة بن لادن إضافة الى تسليم قائمة بأسماء المجاهدين العرب وأعضاء الحركات الإسلامية المتعاونة مع الخرطوم وبيانات كاملة عنهم بالإضافة الى تسليم المتهمين بمحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك تم عقد صفقة قبل بموجبها النظام طرد أسامة بن لادن ورفض طلب الولايات المتحدة الخاص بطرد ممثلي حماس وحزب الله من الخرطوم .. في لقاء إعلامي على هامش مفاوضات سرت بالجماهيرية الليبية في أكتوبر 2007 صرح الفريق صلاح غوش مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات السوداني بأنهم تعاونوا مع جهاز المخابرات الأمريكية السي اي ايه وقاموا بإمدادها بكل المعلومات عن تنظيم القاعدة وعن حركات المقاومة الإسلامية في كل من العراق والصومال وانه قد نظمت رحلات لطائرات السي اي ايه حملت ملفات تخص هذه المجموعات وأنهم على استعداد تام للتعاون مع المخابرات الأمريكية وبرر الأمر ( بمقابل ) وهو تولي المخابرات الأمريكية تدريب عناصر من جهاز الأمن والمخابرات السوداني ولكن يبدو بل ومن المؤكد أن ( عصرة ) المجتمع الدولي للنظام السوداني جراء ما يحدث من مآسي إنسانية لعب فيها النظام دورا كبيرا واتهامه بإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وصدور قرارات إدانة من مجلس الأمن الدولي ووضع السودان تحت البند السابع و قرار المجلس بإرسال قوات دوليه الى إقليم دارفور وضع النظام السوداني في جحر خرب جعله يقدم المزيد من التنازلات للإدارة الأمريكية عسى ولعل ان تعلب دورا في التخفيف من ضغط المجمع الدولي ..بعد استفحال أمر دارفور وإحالة قضية دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية وفق للقرار رقم 1593 بجلسة المجلس رقم 5158 وتاريخ 31مارس 2005 باعتبار ان مشكلة دارفور تهدد الأمن والسلم الدولين أصبح النظام في وضع حرج للغاية فالبند السابع من الميثاق ألأممي يجعل السودان تحت الوصاية الدولية واتهامات المحكمة الجنائية من المعروف أنها لا تستثني أحدا من طائلة قوانينها مهما بلغ شانه في النظام السوداني وتأزم الأمر من جديد ...لم يكن أمام النظام في الخرطوم من طريق سوا ممارسة العادة السرية القديمة وهي بيع ما تبقى لديه من معلومات وآخرها على الإطلاق في تاريخ سجله بالتعاون مع المنظمات المغضوب عليها في عرف الولايات المتحدة وكان حزب الله وحماس هما آخر ما بالمخزون أي اخر الاوراق التي يستطيع النظام ان يلعب بها للخروج من أزمته التي طالت حتى رأس النظام وبات مهدد الخروج من عاصمته الخرطوم ..في شهر يناير 2009م الماضي تداولت مجالس الخرطوم أخبار غير مؤكده عن ضربة اسرائيلية في الغالب لمناطق في شرق السودان يقال انها تنشط في تهريب أسلحة إلى غزة عبر صحراء سيناء .. تحدثت المجالس عن هجوم بأسلحة غير معروفة على شاحنات تقل أسلحة وتم التبليغ عنها من قبل الأهالي بالمنطقة الا ان الوحدات الأمنية التي أرسلت عجزت عن معرفة نوعية الأسلحة المستخدمة وبلد المنشأ ...هذا ما كان يدور في مجالس الخرطوم .. الا أن الحقيقة بدأت تتكشف رويدا رويدا خاصة بعد كتابة جريدة الشروق المصرية عن الغارات وأخيرا تصريحات وزير النقل السوداني مبروك مبارك بالأمر على الملا وتحرك بعدها الإعلام العربي والعالمي لمحاولة كشف تفاصيل ما دار ويدور ...تواصلت الاتصالات من جديد بين المخابرات الأمريكية ورصيفتها السودانية عبر الوسيط المصري خاصة بعد تعهد الولايات المتحدة لإسرائيل بمعاونتها من اجل وقف تهريب الأسلحة الى غزة ولكن هذه المرة لم تفوت المخابرات المصرية الفرصة لأخذ نصيبها من المخزون ألاستخباراتي وما تبقى لدى السلطات السودانية فغزة أصبحت تؤرق السلطات المصرية كثيرا كما ان نشاط حزب الله في لبنان والقوة التي أظهرها في الأزمة اللبنانية الأخيرة إضافة الى تعاونه التام والكامل مع الدولة الإيرانية والمعروفة بعدائها للنظام المصري إضافة الى احتمال لعب دور عبر الأراضي المصرية لدعم المقاومة الفلسطينية مما يفقد مصر دورها كلاعب أساسي في القضية الفلسطينية والمنطقة برمتها امراً ليس بالصعوبة على مخابرات الدولة المصرية ورجالات السياسة المصرية التكهن به فكانت الرحلات المكوكية بين ممثلي هذه الأجهزة عبر تنسيق مصري لعب فيه مدير المخابرات المصرية عمر سليمان دورا كبيرا فالرجل معروف عنه الحنكة والخبرة ... تاريخ النظام السوداني في الاستجابة للضغوط وإخراج المعلومات متي ما كان هنالك شبح نفق للخروج من أزمة من أزماته الكثيرة جعل من حكم المؤكد لعب النظام السوداني دورا استخباراتيا في رصد تحركات قوافل التهريب للأسلحة عبر الأراضي السودانية .. وهنالك سؤالا ظل يطرح بقوة من قبل المراقبين كيف للسلطات السودانية ان تتهاون في حماية أراضيها خاصة ان الغارات الإسرائيلية كانت متكررة وفي أكثر من موقع إضافة الى استحالة عبور الطائرات والزوارق الإسرائيلية بالبحر الأحمر من دون علم السلطات المصرية فإذا كان النظام السوداني لا يمتلك أجهزة رصد وصد فمصر معروف عنها قوتها العسكرية التي استطاعت بها من قبل تحرير سيناء اذا ما هو المقابل لسكوت السلطات المصرية عن الغارات الإسرائيلية عبر أراضيها او على الأقل علمها وما هو الدور المتوقع حدوثه من النظام السوداني جراء كل هذه السيناريوهات التي تدور في المنطقة ؟؟بمصر تم القبض على خلية اعترف قائدها بالانتماء الى حزب الله بلبنان واعترف بالدور الذي كان يقوم به من تهريب للأسلحة وتدريب عناصر للعمل مع الخلية واعترف حزب الله بكل ذلك ولكن من المعروف ان حزب الله وحركة حماس يهتمان جدا بالنواحي الأمنية لكوادرهما فكيف تم تسريب معلومات كهذه تم بموجبها ضرب قوافل التهريب بشرق السودان إضافة الى ضبط خلية حزب الله وحركة حماس بداخل مصر ؟؟ سوف لن نحتار في الإجابة على هذا السؤال اذا علمنا بالاجتماع الذي تم بين الفريق صلاح غوش مدير عام جهاز الأمن والمخابرات السوداني باللواء عمر سليمان مدير عام جهاز المخابرات المصري وقبل ذلك كانت زيارة الرئيس عمر البشير الى القاهرة واجتماعه مع الرئيس المصري وسفر اللواء عمر سليمان الى الولايات المتحدة أعقب كل ذلك تصريحات من الإدارة الأمريكية تقول بانها غير ملزمة بالقبض على البشير وانها غير موقعة على معاهدة روما !! مع العلم ان الإدارة الأمريكية نفسها كانت قد صرحت فور إصدار الجنائية الدولية لاتهامها للبشير بأنها تعتبر عمر البشير فارا من العدالة !! اذا ماذا دهاء الإدارة الأمريكية وجعلها تغير أقوالها بين ليلة وضحاها ؟؟ وما هو الحافز المغري الذي يجعل مصر تنشط للعب هذا الدور الكبير في التوسط ما بين الخرطوم وواشنطن ؟؟ لا بد ان المقابل كان يستحق كل هذا العناء... وكان القبض على خلية حزب الله وضرب أنفاق تهريب الأسلحة إلى غزة ....

ليست هناك تعليقات: